عصر إيران - ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية في تقرير لها أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان يفكر جديا في توجيه ضربات عسكرية ضد إيران.
وذكرت المجلة أنه قبل عشر سنوات عند بداية الفترة الثانية لبنيامين نتنياهو في منصب رئيس الحكومة (هو في فترته الرابعة) فكّر جديا في تنفيذ ضربات ضد منشآت نووية إيرانية، لكن الرئيس الأميركي باراك أوباما مارس ضغوطا كبيرا عليه لمنعه من ذلك.
كما أن قادة جيش الاحتلال رفضوا خططه لوضع القوات في حالة تأهب قصوى تمهيداً لذلك.
وتابعت أن هذه المعلومة تم الكشف عنها في سيرة جديدة لنتنياهو قام بها أنشيل بفيفر بعنوان "بيبي: الحياة العاصفة وعصر بنيامين نتنياهو".
وذكرت المجلة أن نتنياهو عندما عاد في مارس/آذار 2009 لرئاسة الوزراء وجد مائير داغان رئيسا للموساد، ويوفال ديسكن رئيسا لجهاز الأمن الداخلي (شين بيت)، وكلاهما تم تعيينه من قبل رئيس حكومة الاحتلال الأسبق أريیل شارون، وانتقلت إليهما كراهية شارون العميقة لنتنياهو.
وأشارت إلى أن داغان كان يشمئز من منظر نتنياهو وهو في مكان شارون، وأن رئيس الموساد كان لا يتردد في اغتياب نتنياهو مع أصدقائه، وحتى مع الصحافيين، وكان الوحيد في الحكومة الإسرائيلية الذي سمح لنفسه بمخالفة نتنياهو علنا، وكان يصر في الاجتماعات الأسبوعية لإقرار العمليات الخارجية عالية الحساسية على أن يتحمل نتنياهو المراوغ المسؤولية، وأن يصدر أوامر دقيقة.
وتروي المجلة أن داغان كان يطلع نتنياهو يوماً، في مقر سكن رئيس الوزراء، على تقارير عن الوضع، حين دخلت عليهما زوجة نتنياهو سارة، وطلب منه نتنياهو أن يستمر في الكلام، وأن سارة مطلعة على كل أسراره. فرد داغان اذا ما كانت زوجة نتنياهو لديها إذن رسمي من المخابرات الداخلية الإسرائيلية "الشين بيت"، فسارعت زوجة نتنياهو للمغادرة.
وتقول المجلة ان داغان، مثل نتنياهو، كان يعتقد بأن إيران تشكل خطرا قاتلا لکیان الاحتذل« وكان يعلق بمكتبه برئاسة الموساد صورة ليهودي متدين يركع على ركبتيه أمام جنود نازيين.
وكانت هذه الصورة بالنسبة إليه ترمز لجده قبيل اغتياله بلحظات. ويقول إنه ينظر لهذه الصورة كل يوم ويتعهد بألا يتجدد الهولوكوست، لكنه يؤمن بأن الحرب السرية التي شنها وهو برئاسة الموساد في 2002 هي السبيل الوحيد للحرب ضد إيران، أما الضربة العسكرية فهي وسيلة فظة وغير فعالة، ولا يمكن استخدامها إلا كملجأ أخير.
وتشير المجلة أن الجنرال ويوفال ديسكن رئيس جهاز الأمن الداخلي (شين بيت) كان لديه الرأي نفسه حول الهجوم العسكري ضد إيران وحول نتنياهو.
وتذكر أن ليس كل قادة الجيش الإسرائيلي يشاركون داغان وديسكن معارضتهما لضربة جوية ضد إيران، غير أن الاثنين لديهما حليف مهم ممثلا في رئاسة أركان الجيش وهو الجنرال غابي أشكينازي، الذي كان يكره نتنياهو ورئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك.
وكان أشكينازي مسؤولا عن إعداد الجيش لضربة عسكرية ضد إيران، وفي الوقت نفسه يقف في المقدمة لوقف هذه الضربة. وفي 2010 لعب دورا رئيسيا في منع عملية ضد إيران؛ فقد أمر باراك الجيش بالاستعداد لعملية، ورد أشكينازي بأنه وحسب رأيه المهني، فإن الجيش يفتقر للإعداد الاستخباراتي واللوجستي المطلوب للنجاح.
واختلف باراك مع تقييم أشكينازي، لكن لم يكن لديه خيار آخر غير التأجيل، وأمر بإعداد التجهيزات الضرورية في أسرع وقت ممكن.
وبعد عدة أشهر انضم أشكينازي إلى داغان وديسكن في معارضة أكثر درامية لباراك ونتنياهو، وهي أقوى تعارض بين الجيش الإسرائيلي والقادة السياسيين منذ عشية حرب الأيام الستة في 1967 عندما طلب الجنرالات من رئيس الوزراء آنذاك ليفي أشكول أن يصدر أوامر لهم بمهاجمة مصر وسوريا، لكن بالنسبة لأشكينازي وحلفائه انقلبت الأدوار بأن أصبح الجنرالات يكبحون السياسيين.