عصر ايران – تطرق السفير الايراني لدي روسيا الي توقيع إتفاق التعريفة التفضيلية بين ايران ودول أوراسيا في المستقبل القريب ومعاهدة الإتفاق النووي وطبيعة التعاون الايراني الروسي في شتي الأصعدة ومستقبل العلاقات بين طهران وموسكو.
وقد خرجت روسيا للتو من إنتخاباتها الرئاسية السابعة بانتصار ساحق لبوتين قابلته هجمات بريطانية أمريكية لم يسبق لها مثيل زادت من توتر العلاقات بين روسيا والغرب يوماً بعد يوم حيث بلغت درجة طرد الدبلوماسيين من الجهتين.
في المقابل شهدت العلاقات الروسية الايرانية توسعاً وانفتاحاً خاصة بعد إنتخاب بوتين لولاية جديدة وهي ايضاً بحد ذاتها لم تشهد مثيلاً من قبل ما أعطي الأداء الايراني الدبلوماسي زخماً أوسع علي الساحة الروسية.
ورداً علي سؤال مراسل إرنا خلال مقابلة أجراها معه حول الشأن الروسي والعلاقات التي تربط البلدين وحول سبب استخدام روسيا لحق الفيتو ضد القرار الذي تقدمت بها بريطانيا للتنديد بايران فيما يخص أحداث اليمن قال السفير الايراني لدي موسكو مهدي سنائي: كانت هنالك مؤامرة محاكة من جانب واشنطن وبعض الدول داخل مجلس الأمن ترمي الي التنديد بايران وإتهامها بنقض الحظر التسليحي المفروض علي اليمن علمت بها روسيا فوظفت حق النقض الدولي لصالح ايران.
وإكد سنائي عدم إمكانية تسوية الملف اليمني عبر الحلول العسكرية وعبرالحصار وحرمان مواطنيه من حقوقهم الأساسية قائلا ان الحل يقتصر علي الحوار والتفاوض بين الاطراف اليمنية المتناحرة.
و وصف سنائي استخدام روسيا لحق الفيتو في هذا الشأن قد رفع من مكانة روسيا في الشرق الأوسط ودليلاً علي الطابع الاستراتيجي للعلاقة بين طهران وموسكو والثقة التي تولدت بين الجانبين والتي تركت انطباعها علي قرارات مجلس الأمن.
وعن إرتفاع عدد الدبلوماسيين الروس المطرودين من جانب الدول الغربية وبعض دول العالم وأسباب هذه التفاقم في حدة التوتر بين الغرب وموسكو قال السفير الايراني إنّ روسيا تريد القيام بدور أكثر فاعلية في الشرق الاوسط ولاترغب بالتهرب من مسؤولياتها الدبلوماسية حيال ما يحدث في المنطقة أي ان تلك السياسات الرافضة لعالم أحادي القطب سبّب تالكثير من المشاكل لسكان العالم منذ الاعلان عنه عام 2000.
وعن العلاقة الروسية الصينية وصفها سنائي بالمتقدمة والمتسمة بالتعاون الفني العسكري والمتحلية بمكافحة الارهاب في سوريا.
وفي رده عن سؤال حول موعد التحاق ايران باتحاد أوراسيا الذي تتزعمه روسيا ذات العلاقات الطيبة مع ايران أشار السفير الايراني الي بدء مفاوضات في هذا الشأن منذ عامين إنتهت الي اتفاقات حول لائحة السلع والتعريفات الجمركية لافتاً الي ان إعداد الصيغة النهائية للعقد لدخول ايران هذا الاتحاد تنتظر التوقيع الشهر القادم.
ورأي السفير الايراني لدي موسكو ان انضمام ايران الي هذا الاتحاد يترك إنطباعاً ايجابياً علي تسيير التجارة الاقليمية ويساعد علي التبادل التجاري بين ايران ودول الإتحاد.
وفيما يخص انتخاب بوتين لولاية جديدة قال مهدي سنائي بأنّ الموقف الروسي سيزداد إثر ذلك شفافية أكثر علي الساحة الدولية وسيشهد تحولاً دبلوماسياً علي صعيد السياسة الخارجية وسيبدي خلاله الروس ردود فعل صارمة إزاء قضايا العالم.
وأعلن السفير الايراني لدي روسيا عن استياء بلاده من عدم التزام واشنطن بتعهداتها حيال الاتفاق النووي وعدم السماح لايران في توظيف الاتفاق اقتصادياً لصالحها مشيداً بالدور الروسي ودعمه للاتفاق ومندداً بعرقلة واشنطن شراء ايران طائرات ايرباص وبوينغ وتماديها في فرض عقوبات أكثر علي ايران وروسيا ما يفرض علي البلدين التنسيق للمواجهة ولتبديد مفعول هذه العقوبات.
وحول التعاون الاقتصادي الايراني الروسي قال مهدي سنائي: إنّ هذه العلاقة بعد التوقيع علي الاتفاق النووي باتت تسير في طريقها الصحيح حيث شهدت ارتفاعاً بلغ 70 بالمائة تجارياً عام 2016 وزادت خلال الستة أشهر الأخيرة 13 بالمائة إضافة الي إرتفاع منسوب نقل البضائع عبر الطرق الواصلة بين البلدين وزيادة بلغت 105 بالمائة في قطاع السياحة فضلاً عن تصدير منتجات ألبان وكائنات بحرية وأسماك من ايران الي روسيا ونمو اباهرا في عدد الشركات الايرانية المستثمرة في روسيا وتسهيل عملية تصدير الادوية الايرانية وزيادة تبادل الوفود الاقتصادية والإتفاق علي انتاج عربات سككية وزيادة التداول السياحي والتعاون النفطي والأهم من جميع ذلك تمويل البنوك الروسية للمشاريع المشتركة الايرانية الروسية يُضاف اليه تعاون البلدين في منظمة اوبك وفي مجال الطاقة ككل.