عصر إيران - لقد بدأ العد العكسي لموعد 12 مايو 2018 لبقاء او خروج الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي.
ثمة سلبيات وإيجابيات عن إلغاء الاتفاق النووي المحتمل تتعلق بأمريكا، وفي ما يلي اهم النقاط التي سوف تلفت انتباه الدبلوماسيين الامريكيين ولاسيما ترامب.
الإيجابيات:
1. يسعى ترامب لإسقاط النفوذ الإيراني في المنطقة ويرى ان السبيل الى ذلك هو الحد من الضغط الاقتصادي ضد طهران كحل مؤثر. ومن وجهة نظره ان إلغاء الاتفاق النووي ستدخل الظروف الاقتصادية المتدهورة في ايران أزمة أكبر، ولن تستطيع طهران دعم "بروكسياتها" في المنطقة كما كانت من قبل.
2. يطالب ترامب بتغيير الحكم في ايران، ومن أجل ذلك يعير اهتماما كبيرا للتحركات الأخيرة في ايران. وإلغاء الاتفاق النووي يمكن ان يكون أداة مؤثرة في إطار هذه السياسة.
3. يدعم ترامب النظام الإسرائيلي دعما شاملا، وقد امر بنقل العاصمة الامريكية الى القدس؛ وإن إلغاء الاتفاق النووي كان من أهم مطالبات رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتانياهو. وبإلغاء هذا الاتفاق سيسعد إسرائيل والسعودية كأهم حلفاء أمريكا في المنطقة. ويمكن لترامب وتيار اليمين ان يعول على دعم اللوبي اليهودي في امريكا في انتخابات الكونغرس والانتخابات الرئاسية عام 2020. يبدو ان حكومة ترامب تزعم ان تقود السياسة الامريكية نحو الغاء الاتحاد النووي وطالما هي جادة في هذا الامر بالإضافة الى سياسة "المفاجأة"، يمكنها ان تعول على التراجع من قبل ايران وأوروبا أكثر فأكثر.
سلبيات إلغاء الاتفاق النووي لأمريكا:
1. الاتفاق النووي هو حصيلة عامين من المفاوضات المركزة والدبلوماسية الدولية متعددة الابعاد بقيادة الحكومة الامريكية السابقة؛ وخروج امريكا من هذا الاتفاق بينما تصر روسيا والصين و3 من حلفاء أمريكا الأوروبيين على ضرورته سوف يؤدى الى عزلة أمريكا على المستوى الدولي.
2. يمكن لخروج أمريكا من الاتفاق النووي ان يؤدي الى خطوة متقابلة من قبل طهران وينهار الاتفاق كله. وبذلك سوف يختفي النظام المتحكم بالنشاط النووي الايراني، وسوف يظهر عند ذلك خطر ما تسميه أمريكا "الاسلحة النووية الايرانية"، وسوف يكون المبرر لايران ان السياسيين الأمريكان هم الذين لم يكونوا موقع ثقة.
3. في حال خروج أمريكا من الاتفاق النووي سوف يضعف الموضع الأمريكي في المفاوضات مع بيونغ يانغ وسوف تستطيع السلطات الكورية الشمالية ان تؤكد على نقض الوعد من قبل أمريكا في الاتفاق النووي، وان تحتاط كثيرا في منح الامتيازات.
4. خروج أمريكا من الاتفاق النووي وخروج ايران المحتمل سوف تضع خيارين امام أمريكا، ولابد ان تقرر سريعا إزاءهما: -مواكبة ايران المتحررة من القيود النووية، الأمر الذي لا تحتمله الحكومة الأمريكية اليمينية في الوقت الراهن، ولم يكن محتملا حتى للحكومة الامريكية الديمقراطية السابقة.- الحرب: في حال عدم مواكبة واشنطن لإيران متحررة من القيود النووية، فلابد ان يتم السير على طريق الحرب.الخيار الأول سيكون غير محتمل لأمريكا والثاني سيكلفها كثيرا.