عصر ايران - فارس - أكد رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني، ان أميركا تعمل على نقل عناصر تنظيم "داعش" الارهابي جواً الى افغانستان.
ولدى استقباله وفداً من البرلمان الاوروبي برئاسة رئيس لجنة العلاقات الخارجية، ديفيد ماك أليستر، قال علي لاريجاني: ان العلاقات المصرفية لم تمض بشكل جيد مع اوروبا وفق ما كان مقررا في الاتفاق النووي، وأن الاقتراح من قبلكم بأن الاتحاد الاوروبي يتخذ القرار بشأن القضايا الاقتصادية بشكل يختلف عن اميركا، فهذا اذا حصل حقا يبعث على السرور.
وأعلن لاريجاني ترحيبه باقتراح وفد البرلمان الاوروبي بإجراء مباحثات تقنية بشأن القضايا المصرفية، وقال: اننا نولي اهمية للعلاقات مع اوروبا نظرا الى اننا كان لدينا تعاون وعلاقات تجارية وثيقة مع اوروبا منذ الماضي.
وبشأن المخاوف الاوروبية من الارهاب، قال لاريجاني: ان موضوع الارهاب بالنسبة لكم اكثر أهمية من الاميركيين، وتساءل: من الذي أوجد الإرهاب؟ وأوضح: ان السعودية والإمارات وباكستان وبمساعدة المخابرات المركزية الاميركية أوجدت الارهابيين قبل قرابة 30 عاما في افغانستان، بهدف مواجهة الاتحاد السوفيتي، وتصوروا انهم يمكنهم السيطرة دوما على هؤلاء الارهابيين الذين نظموهم وفق فكر ايديولوجي، في حين انه في المقابل كان الارهابيون ينظرون الى هذه الدول نظرة استغلالية. وان الاحداث التي وقعت في اميركا والغزو الاميركي لأفغانستان، الذي كان اجراء خاطئا، أدى الى نشر الارهاب، ثم شنهم الحرب على العراق، حيث أوجدوا تنظيما ارهابيا جديدا، كما انهم نشروا عناصر جديدة من الارهاب بعد تأجيج الحرب في ليبيا.
وبيّن ان الوهابية جماعة ضئيلة، ولكن معتقداتهم تشكل أساس الارهاب.. وفي موضوع حقوق الانسان، ينظر الغربيون الى المسلمين برؤية غير واقعية.
كما أوضح رئيس مجلس الشورى الاسلامي ان التطورات الاقليمية عميقة للغاية، وإذا تم التعامل مع المنطقة بنفس المنظار القديم، فستدفعون الاثمان دون ان يمكنكم تحقيق تواصل وثيق مع المنطقة وإطلاق التغيير فيها، وصرح: ان لدينا أسسا فكرية مختلفة (عن الوهابيين) ونحن نؤمن بالديمقراطية والعدالة والتنمية ومكانة المرأة، ولا صلة لنا بالجماعات المتحجرة، وكان لدينا معها خلافات منذ البداية.
ولفت الى ان المحادثات بين ايران واوروبا جيدة، ولابد من الالتفات الى هذا الموضوع بأن ايران لديها جذور تعود الى آلاف السنين وتتمتع بأسس فكرية قوية، وهي ليست كالدول التي تأسست بعد الحرب العالمية، فإيران لديها منظومات حقوقية تم العمل عليها لمئات السنين.
وانتقد لاريجاني سلوك بعض الدول الغربية، مثلا تجاه اليمن، حيث تبيع السلاح الى السعودية التي تستهدف المستشفيات والمدارس اليمنية، ولا ندري كيف يتم تبرير هذه الاجراءات من منظار حقوق الانسان.
وأضاف: ان الاميركيين ينقلون عناصر داعش بالمروحيات الى افغانستان، أفلا ترغبون ان تدركوا هذه القضايا؟!
وتابع: لعل الاميركيين بصدد إثارة المتاعب لإيران وروسيا، وقال: ان هذا الاجراء هو من نفس نوع الاخطاء التي ارتكبوها بشأن طالبان قبل 30 أو 40 عاما، لكننا نعرف كيف نتصرف مع اولئك، فإن هؤلاء الارهابيين سيتحولون الى وبال وكارثة على داعميهم الحاليين.
وتساءل رئيس السلطة التشريعية في ايران: كيف يمكن لأوروبا ان تبرر قضايا حقوق الانسان في البحرين؟ وقال: فهل هذا مفهوم ان البعض في هذا البلد يحق لهم التصويت والبعض الآخر لا يحق لهم ذلك؟ أن مخالفة ايران للبحرين هي بسبب هذه القضايا، والا فإنه لا يوجد موضوع آخر، لأننا جيران ولا مشكلة لدينا مع بعض.
وأردف لاريجاني: ان الكيان الصهيوني يمارس عدوانه على شعوب المنطقة ويتدخل في شؤونها، مضيفا: ان هذا الكيان يرى المجال متاحا أمامه ليفعل ما يشاء، في حين ان ظروف المنطقة لا تتحمل هذا الوضع.