عصر إيران - لم يكن للناس تصور حتى قبل بضع سنوات عن الميزاينة السنوية، وكان يذكر في الإعلام كأعداد كبيرة لم يكن قراءتها في كثير من الأحيان.
ومعظم الحساسيات كانت تتجه نحو سعر البترول والعملة الصعبة، دون اهتمام كثير بالأرقام الأخرى.
غير انه اليوم يتم التركيز على القضايا الكبرى، ويذكر بسهولة رقم مثل 429 ألف مليار تومان، دون ان يكون هناك قطار من الأصفار والأرقام.
والسبب يعود الى أمرين: الأول هو وحدة "الف مليار تومان"، والذي يمكن مقارنته بميزانية الأماكن الأخرى بسهولة.
والسبب الثاني هو التطبيقات الهاتفية للتواصل ولاسيما الـ"تلغرام". فقد غير التلغرام كل شيء، ورفع من مستوى وعي الناس بالأعداد وأرقام الميزانية.
كان الأرقام تذكر من قبل دون مصداقية حقيقية، في ما يخص عدد الشهداء في الأحداث مثلا وفي مجالات أخرى، إلا أن احدى الميزات المهمة التي تميز بها المرحوم هاشمي الرفسنجاني عن السياسيين الآخرين هو استخدام الأرقام، وقد أعلن العدد الحقيقي للشهداء بعد انتهاء الحرب العراقية-الإيرانية خلال خطبة صلاة الجمعة.
كلما يرتفع مستوى معرفة الناس بالأرقام، تنخفض في المقابل إمكانية عرض المعلومات الخاطئة.
يمكن اليوم ان تتم المقارنة بين ميزانيات المؤسسات الكبيرة بوحدة "الف مليار تومان"، وبالنسبة للمؤسسات الخارجة عن الحكومة والمستمتعة بالمساعدات الحكومية، يمكن المقارنة بوحدة "المليار".
ومن البديهي ان "الأرقام" أخذت دورها في حياة الناس بفضل التلغرام وإمكانية نشر المعلومات.
على الصحفيين ايضا ان يستخدموا أرقاما قابلة للفهم العام، واستخدام وحدة "مليار تومان" او "المليار" بدل صف كثير من الأصفار والأرقام. ولحسن الحظ نرى ان هذا الأمر قد بدأ في الإعلام.
ونلاحظ اليوم في العالم الافتراضي انه ليست الكلمات هي الحاضرة وحدها، بل الأرقام أيضا ترقص هناك، وإن لم يكن لها مبرر، فتثير الأسئلة والتأمل.