عصر إيران - وقع ترامب الحكم بنقل السفارة الأمريكية الى القدس، ما لم يحدث هزة في الشرق الأوسط وحسب، بل في كل العالم. ووفق هذا الحكم تم الاعتراف رسميا من قبل الحكومة الامريكية أن تكون أورشليم عاصمة إسرائيل. ويعتبر حكم ترامب في الحقيقة تطبيقا للقانون عام 1995 للكونغرس الامريكي والذي يطلب من رئيس الولايات ان يعترف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، ويتخذ الخطوات لانتقال السفارة الامريكية الى هذه المدينة.
وقد بدأت كثير من ردود الفعل الدولية بعد إعلان هذا الحكم من قبل ترامب من محمود عباس وإسماعيل هنية الى ملك سلمان وأردوغان وروحاني. ولم تنحصر ردود الفعل ضد حكم ترامب بالدول العربية والإسلامية فقط، بل أنذر الاتحاد الأوروبي وفرنسا وبريطانيا بالنسبة لنتائج هذا القرار.
أما هل نشأ هذا الحكم من رأس ترامب؟ هناك حقائق تدل على ان مملكة الشرّ قد تسببت في إضرام هذه النار في حقل الفلسطينيين.
من باع القدس؟
قبل يومين نشرت نيويورك تايمز تقريرا يقول ان محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، منح فرصة لمحمود عباس لمدة شهرين لقبول مستوطن ابو ديس في ضاحية القدس، عاصمة لفلسطين، وإن عصى الأمر سيجبره على الاستقالة. وصرحت وكالة أنباء معا من رام الله ان محمود عباس أعلن ان أبو ديس ليس القدس بل قسما منها!
ونشرت أسبوعية الوطن العربية تقريرا يقول ان باسم عوض الله، الرئيس السابق للديوان الملكي الأردني والمستشار الحالي لمحمد بن سلمان، هو الذي اقترح على ولي العهد اختيار ابو ديس عاصمة في المستقبل للحكومة الفلسطينية المستقلة.
وصرح يسرائيل كاتس، وزير النقل في حكومة نتانياهو، في حوار تلفزيوني له مع القناة العاشرة الإسرائيلية يوم أمس ان ترامب قد أجرى بعض الحوارات مع القادة العرب كالملك السعودي قبل إصدار حكمه. ووفق رأي كاتس ان السعودية لها مصالح مشتركة مع اسرائيل في كثير من القضايا لاسيما موضوع ايران!
هذا المصير هو مشروع الشرق الأوسط؛ مشروع قد يمر من بوابة التسامح، الا انه لن يمر ابدا من بوابة المقاومة والصمود. الحل الذي كان الامام موسى الصدر قد أنذر به قبل اعوام في رسالة الى ياسر عرفات وقال: يا أبا عمار، ان شرف القدس لن يسمح ان تحرر هذه المدينة بيد غير المؤمنين!
وفي النهاية يجب الا ننسى ان الذين يبيعون القدس، لن يشتروا صنعاء او دمشق او بيروت! وعلينا ان نتذكر هذا ابدا.