عصر إيران - المؤرخون الذين يسجلون أحداث السعودية الحالية سيضعون فصلا خاصا لليوم الرابع من نوفمبر 2017. هناك العشرات من الأمراء والأثرياء السعوديين الكبار يُدعون الى فندق ريتز كارلتون من اجل استشارة ولي العهد، محمد بن سلمان.
اعتقال الأمراء السعوديين يثير ضجة كبيرة في العالم، ما يثبت أن التحولات الداخلية في السعودية باعتباره أهم بلد عربي ستترك آثارا كبيرة في الشرق الاوسط والعالم.
نقلا عن الشرق الأوسط لقد تم اعتقال اكثر من مئتي شخص حتى الآن، ولجنة مكافحة الفساد المالي التي فوض الملك سلمان إدارتها الى ابنه محمد بن سلمان، لقد احتجزت ما يزيد على تسعة آلاف حساب والتي تعادل أكثر من ثمانمائة مليار دولار.
تقول المصادر الخبرية ان هؤلاء في وضع سيء، وان الوضع الصحي لوليد بن طلال سيء صعب، وقد دخل قسم العناية الخاصة.
ادعاء مكافحة الفساد من قبل ولي عهد اشترى في الصيف الماضي سفينة قيمتها 500 مليون يورو من الملياردير الروسي ليس الا شعارا من اجل الاهداف الاصلية.
ومن جهة أخرى لا يمكن إيجاد تبرير لحكم وزع السلطة السياسية والاقتصادية على أساس العلاقات العائلية بعبد العزيز آل سعود، مؤسس المملكة السعودية، لاعتقاله اليوم أصحاب السلطة السياسية والاقتصادية في إطار شعار مكافحة الفساد.
لا شك ان ولي العهد السعودي يتطلع الى تطوير السعودية، الا انه ينبغي البحث عن البلد الذي يأمل محمد بن سلمان في بنائه في مشهد 2030. والحاجز الأول مقابل هذا المشهد هو الأزمة الاقتصادية التي واجهتها السعودية منذ 2014، قبل ان يكون الصراعات السياسية.
وإن أضفنا التكاليف الباهظة التي تقبلتها السعودية في الحرب مع اليمن بشكل مباشر، الى أزمتها الاقتصادية، نرى ان محمد بن سلمان سيواجه نقصا كبيرا في الموارد المادية في تحقيق اهدافه الاقتصادية لمشهد 2013.
أحد أهداف ولي العهد من الاعتقالات الاخيرة هو التحكم بعمالقة الإلعام من روتانا وإم بي سي، وقد تم اعتقال أصحابهما اي وليد بن طلال ووليد بن ابراهيم.
من الطبيعي ان وجود ملك كمحمد بن سلمان لبلد يشكل اكثر من 80 في المئة من سكانه الاشخاص تحت سن الاربعين، وفق تقرير صحيفة اليوم السعودية، يعتبر فرصة للجيل الجديد. كما انه ازداد سعبية بين الشباب بعد إصدار الأمر بحرية النساء وتقليص قوة شرطة الأمر بالمعروف، غير ان التنمية لا تقتصر على سياقة النساء أو تقليص قدرة شرطة الأمر بالمعروف.
ومن جهة أخرى لا يمكن نسيان صمود الجهاز الديني في السعودية، والذي قد حكم هذا البلد لأكثر من قرن وبآيديولوجية وهابية. الآيديولوجية التي تم صرف مليارات من الدولارات من اجلها داخل وخارج السعودية. وكما ذكر تقرير "ذي اينديبندنت" ان إصلاحات محمد بن سلمان الاجتماعية يمكن ان تؤدي الى نتيجة معكوسة كما حدث في محاصرة الكعبة عام 1979.
وإن أضفنا الى كل هذه العوامل عدمَ وجود الاستراتيجية الواضحة في سياسة خارجية مضطربة، نجد ان النظام الحالي يفتقد التكيف اللزم مع الخارج. التكيف الذي يمكنه ان يكون أحد العوامل المؤثرة في تنمية البلد.
وفي النهاية لابد من القول انه وبالرغم من ان ولي العهد الجديد أخذ بهدم جدران المعبد القديم، الا انه سوف يواجه مشاكل ومصاعب كثيرة في طريقه لبناء مملكة جديدة؛ مملكة لا تكون سعودية بعد اليوم بل سيكون اسمها مملكة بن سلمان.