عصر إيران - فاز ترامب قبل ما يقارب 10 أشهر بالانتخابات الأمريكية أمام دهشة الشعب الأمريكي والعالم، ودخل البيت الأبيض كالرئيس الخامس والأربعين للولايات الأمريكية بينما لم يحمل في ملفه تجربة يوم واحد من العمل السياسي.
وقد خلق ترامب خلال هذه الفترة القصيرة ما يعادل 4 سنوات من الأزمات الداخلية والخارجية.
هل هذه الأزمات كلها ناجمة عن عدم التجربة، وشخصيته الديماغوجية؟ وهل ينبغي البحث عن نيات هفية خلف خلق الأزمات هذا؟
لقد أظهر ترامب في الأشهر العشرة الأخيرة أنه لا يمتلك الاستراتيجية السياسية، بل قراراته تابعة لمبدأ "ترامبيسم"، إذ يتخذها بشكل مباغت وبتأثر من بعض المستشارين قليلي العدد الذين يتغيرون بشكل مستمر.
لقد استقال 80 في المئة من الذين دخلوا البيت الابيض برفقته، كما أن علاقته مع أهم وزرائه أي ركس تيلارسون تشهد حالة متأزمة.
إن خلق الأزمات من قبل الرئيس الأمريكي تهدف إلى شيئن اثنين؛ الأول هو تمهيد للتعامل خارج نطاق الأزمة، مثل خلق مناطق متازمة ساخنة بإطلاق "تهديد الأمن القومي لأمريكا وحلفائها" في مناطق مثل شبه جزيرة كوريا، والخليج الفارسي، واوكرانيا، وفينزوئلا، وبيع مليارات الدولار من الأسلحة التي يمتلك أعضاء حزبه من الجمهوريين أسهم شركاتها.
أما الفائدة الثانية من "خلق الأزمات" والتي طالما كانت ذات مفعول، وقد اتسعت في عصر الإعلام القوي، فهي تضليل الرأي العام والأعلام أمام الفساد الذي يجري خلف الستائر.
حضور ترامب في البيت الأبيض منذ 10 أشهر، يعتبر ذا قيمة له من أجل الاستمرار في خلقه للأزمات. إن حصيلة 50 عاما من التجارة له هي 4 مليارات دولار من الثروة، وهناك كثير من الشوائب حولها.
ويمكن القول إن الوريد الحياتي لترامب هو الأزمات الكبيرة والصغيرة التي خلقها، ولابد أن نتوقع كثيرا من الأزمات الجديدة في السنوات المقبلة وبعد حضور أشخاص كنيكي هيلي، والمستشار في الظل ريتشارد بولتون.
تواجه إيران والعالم اليوم ظاهرة لا تتناسب والمعادلات السابقة للسياسة، وقد لا يمكن التحكم بها إلا عبر الطرق الجديدة للتعامل مع الحلفاء في المنطقة وخارجها، عن طريق ازدياد التشاور، لكي لا يقعوا في فخ ألعابه الخطرة والخفية.