كان الاجماع فی الرأی بانه لو تعرضت السفارة لهجوم فسیمنح ذلك الذریعة للنظام السعودی لممارسة عمل عدوانی جدید وهو ما حصل بالفعل.
عصر إيران - وكالات - اعتبر وزیر الخارجیة الایرانی محمد جواد ظریف هجوم بعض الافراد علي السفارة السعودیة فی طهران بانه كان حماقة وخیانة تاریخیة، معربا عن اعتقاده بانه لو لم یقع ذلك الحادث لكانت الظروف الیوم بصورة اخري.
وفی حدیث له لمناسبة یوم المعلم فی كلیة العلاقات الدولیة بوزارة الخارجیة الایرانیة، قال ظریف، لقد كنا فی اجتماع للمجلس الاعلي للامن القومی یوم الهجوم علي السفارة السعودیة وكان الاجماع فی الرای بانه لو تعرضت السفارة لهجوم فسیمنح ذلك الذریعة للنظام السعودی لممارسة عمل عدوانی جدید وهو ما حصل بالفعل.
واضاف، كونوا علي ثقة بانه لو لم تحدث تلك الحماقة وباعتقادی الخیانة التاریخیة لكانت الظروف الیوم بشكل اخر.
وفی الاشارة الي احتجاز القوات الایرانیة للبحارة الامیركیین فی الخلیج الفارسی لدخولهم المیاه الاقلیمیة الایرانیة بصورة غیر مشروعة قال، لو لم نكن متیقظین تلك اللیلة حتي الصباح ولم نقم بحل وتسویة القضیة بالعزة والحكمة والشموخ لكان الوضع الیوم بشكل اخر.
وأكد وزیر الخارجیة الایرانی محمد جواد ظریف بان الساحة فی عالم الیوم لم تعد مقتصرة علي لاعبین محددین، ولم یعد العالم احادی او ثنائی القطبیة.
واشار ظریف الي ان العالم كان خلال العقود الماضیة احادیا او ثنائی القطبیة ومقسما بین المعسكرین الشرقی والغربی، وان الاحداث كانت تتحرك وفقا لهذا التقسیم، معتبرا ان الامر الان لیس كذلك فهنالك فی الساحة الیوم العدید من اللاعبین.
وقال وزیر الخارجیة الایرانی، ان اكبر تحد نواجهه نحن والاخرون الیوم ولا بد ان نولی الاهمیة له هو تحدی التغییر.
ونوه الي ان هنالك الیوم لاعبین غیر حكومیین كطالبان وداعش قد دخلوا الساحة الامنیة فی عالم الیوم واخذوا یؤدون الدور فی هذا المجال الذی كان مختصا بالحكومات.
ونوه ظریف الي ان النقطة الاخري التی ینبغی الاهتمام بها هی ان القوي الكبري ورغم نفوذها الا انها غیر قادرة علي فرض ارادتها.
واكد وزیر الخارجیة بان الظروف مهیأ تماما لان تؤدی ایران الدور نظرا لانها تستمد ماهیتها من قدراتها الذاتیة.
واشار الي الفرق بین ايران وبین السعودیة وحتي تركیا قائلا، الفرق الاساس یكمن فی انهم فی علاقاتهم وحتي ان بعضهم بحاجة الي الاجانب لمواصلة حیاتهم لكننا وعلى مدى 37 عاما لم نتلق الدعم من الاجانب بل وعلي الرغم منهم حققنا الامن والتقدم التقنی وادارة مصادرنا رغم جمیع المشاكل.
وصرح ظریف باننا فی حاجة للتعامل مع الخارج بالتاكید ولكن لو لم یكن هذا التعامل موجودا یوما ما فاننا لن نزول واضاف، ان هذا هو الفرق الاساس بیننا وبین جیراننا الجنوبیین، لذا فان التحولات الجدیدة فی الساحة العالمیة یمكن ان تكون لدولة مثلنا مفیدة ومؤثرة للغایة.
وفی جانب اخر من حدیثه اشار الي ان بعض الامور والاحداث او حتي الاخطاء فی هذه الاجواء العالمیة التی یسودها الاضطراب والتوتر، یمكنها ان تغیر الظروف.