السينما الإيرانية تنتصر علي ترامب

عصر إيران - تحول مهرجان اوسكار السينمائي في نسخته ال89 الذي شهدته مدينة لوس أنجلوس في الولايات المتحدة الامريكية فجر الاثنين 26 فبراير الي منبر عالمي للرد علي الرئيس الامريكي دونالد ترامب وقرارته العنصرية ضد المسلمين.

في حفل الاوسكار تكشّف جانبا من الوجه الحضاري والثقافي والفني لايران والايرانيين عندما اختارت هيئة التحكيم الفيلم الايراني "البائع” للمخرج اصغر فرهادي كافضل فيلم اجنبي رغم مقاطعة فرهادي للمهرجان احتجاجا علي قرار ترامب منع دخول مواطني سبع دول اسلامية من بينها ايران الي الولايات المتحدة الامريكية.

في البيان الذي اصدره بعد رفضه المشاركة في مهرجان الاوسكار ، أكد فرهادي علي أنه لم يحضر الحفل تضامنا مع الأشخاص الذين "لا يحترمهم” قرار ترمب حتي بعد ان علّقه القضاء الأميركي ، وان "تقسيم العالم إلي الولايات المتحدة” و "أعداء الولايات المتحدة” يولد الخوف ، وهو تبرير خادع للحرب والعدوان”.

الكثير من المحللين السياسيين ونقاد السينما رأوا في "الانتصار الايراني” في مجال السينما انتصاراعلي العنصرية والتعصب والانعزال ودعوة للانفتاح وبناء الجسور والتسامح كما اظهر هذا "الانتصار” حجم الخطأ الذي ارتكبه ترامب ضد المسلمين ، والذي جاء بنتائج خلاف ما كان يتوقعه ترامب ، رغم ترويجه ل”سلام فوبيا” و "ايران فوبيا” خلال الانتخابات الرئاسية الامريكية وبعدها.

صحيفة "سكرين ديلي” السينمائية كانت قد كتبت قبل الاعلان عن الفائزين بالاوسكار ، "ان فرص فوز فيلم "البائع” بجائزة الاوسكار قد ازدادت بسبب قرار ترامب العنصري، لان القرار جعل الفنانين يقفون الي جانب الفيلم الايراني الذي يعد من اقوي المنافسين علي الجائزة ضمن خمسة الافلام المرشحة لاوسكار 2017″.

حركة المخرج اصغر فرهادي في اختيار من يمثله في الاوسكار ، كانت في غاية الذكاء والحكمة فقد اختار من بين الجالية الايرانية في امريكا المعروفة بنشاطها العلمي والتجاري في المجتمع الامريكي رائدة الفضاء الايرانية انوشه انصاري و عالم الفضاء البروفيسور الايراني الشهير فيروز نادري ، ليرسل من خلال هذا الاختيار رسالة الي العالم اجمع وفي مقدمتهم الشعب الامريكي ، ومفادها ان الايرانيين شاركوا في بناء الصرح العلمي لامريكا ومنذ عقود ، وهذه الصورة تتناقض كليا مع مزاعم ترامب الخاوية بشأن الايرانيين.

السيدة انوشه انصاري هي من مواليد مدينة مشهد ، وهي اول رائدة فضاء ايرانية تقوم برحله الي الفضاء وتحمل شهادة البكالوريوس في فرع هندسة الكمبيوتر من جامعة جورج ميسون فيما حصلت علي شهادة الماجستير في فرع الهندسة الالكترونية من جامعة جورج واشنطن ، اما البروفيسور فيروز نادري فهو مديرعام اكتشافات المنظومة الشمسية في ‘ناسا’ وكان يشغل سابقا منصب مساعد مدير عام تنظيم استراتيجيات معامل دسر المحركات النفاثة في "ناسا”، واُطلق اسمه في العام الماضي كوكب تثمينا لخدماته في وكالة الفضاء الامريكية.

البروفيسور نادري وفي حديث مع وسائل اعلام امريكية اشار الي السبب الذي كان وراء اختيار فرهادي له وللسيدة انصاري ليتسلما جائزة الاوسكار نيابة عنه وقال اعتقد ان سبب اختيارنا هو ان انصاري رائدة فضاء وانا عملت في وكالة الفضاء الامريكية "ناسا” ، فالانسان الذي يبتعد عن الارض وينظر اليها من فوق ، فانه لا يري اي حدود وكل ما يشاهده هو كوكب الارض الجميل!.

فوز فيلم "البائع” الايراني بالاوسكار و بيان المخرج فرهادي لدي مقاطعته مهرجان الاوسكار ورسالته الي المهرجان التي تلتها انصاري وتصريحات البروفيسور نادري المقتضبة عن سبب اختياره وانصاري لتمثيل فرهادي في المهرجان وردود الفعل الواسعة علي فوز الفيلم الايراني داخل امريكا وخارجها كلها جاءت لتكشف عن عنصرية ترامب المقززة ازاء الايرانيين وعن زيف وكذب وخداع كل ما قاله ويقوله عنهم.

المصدر: شفقنا