عصر إيران - أكد الباحث البارز في جامعة برينستون الأمريكية المساعد السابق لأمانة المجلس الأعلي للأمن القومي الايراني 'حسين موسويان'، أكد علي أن إجراءات ترامب التصعيدية ضد إيران ستؤدي إلي رفع مستوي التوتر بين البلدين كما تؤدي الي تقويض جهود مكافحة تنظيم داعش الإرهابي.
وفي مقال له في النشرة الخاصة بمؤتمر ميونخ الأمني تطرق موسويان أيضا إلي تداعيات الإجراءات العدائية للإدارة الأمريكية الجديدة حول خطة العمل المشترك الشاملة (الإتفاق النووي) ومستقبل هذا الإتفاق.
وجاء في المقال إن الجدل الذي اثير حول قدرات ايران الصاروخية لازال مستمرا في واشنطن ويري البعض انه يشكل تهديدا امنيا اقليميا ويزعمون أن الهدف منه هو إنتاج رؤوس نووية، لكن القوة الصاروخية في إيران هي جزء من قدراتها الدفاعية والغرض منها هو ردع اي عدوان علي الاراضي الايرانية.
واضاف موسويان 'في الحقيقة انه ليس هناك توازن في حجم الأسلحة التقليدية في المنطقة حيث أن ما تخصصه السعودية لمشترياتها من الاسلحة يعادل خمسه اضعاف ما تنفقه إيران لهذا الغرض كما أن الإمارات العربية المتحدة التي لايتجاوز عدد سكانها الاصليين المليوني شخص نفقاتها العسكرية خمسين في المائة أكثر من إيران.
وأضاف أن الاتفاق النووي الذي تم التوصل اليه في يوليو عام 2015 بين ايران والقوي السداسية وفر أرضية إزالة القيود الدولية المفروضة علي قدرات ايران الصاروخية ، كما أن القرار 2231 لمجلس الأمن ألغي ما ورد من عقبات في القرار 1929 امام تطوير الصواريخ الايرانية، حيث أن القرار الجديد يدعو طهران إلي تجنب إختبار الصواريخ القادرة علي حمل الرؤوس النووية لاغير.
وأضاف المقال أنه مع وصول ترامب وفريقه المتشدد، أصبح المجتمع الدولي يشعر بالقلق إزاء مصير الإتفاق النووي. والتجارب الصاروخية الإيرانية الأخيرة التي جاءت لكشف النقاب عن سياسات واشنطن الجديدة أدت إلي اتخاذ واشنطن مواقف عدائية ضد إيران.
وتابع المقال: مما لا شك فيه أن اختبار الصواريخ الايرانية هو جزء من السيادة الإيرانية، وهناك إجماع بين القوي العالمية الست التي وقعت علي الإتفاقية علي أن التجارب الصاروخية الايرانية لا تمثل انتهاكا لخطة العمل المشترك الشاملة، ولكن إدارة ترامب تزعم أنها تشكل انتهاكا للقرار 2231 بينما الاختبار لم يكن لصواريخ قادرة علي حمل اسلحة نووية.
وأكد موسويان أن مثل هذه التصريحات من قبل ادارة ترامب والتهديدات التي تطلق ضد الاتفاق النووي قد تمهد للمواجهة بين أمريكا وإيران.
وأضاف ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية والقوي العالمية الست اكدت أن إيران التزمت بجميع تعهداتها المنصوص عليها في الإتفاق النووي في حين أن خطة العمل المشترك الشاملة تلزم الجميع بما فيها أمريكا بعدم عرقلة مسار تمتع إيران بالاثار الإقتصادية للإتفاق النووي وان ما تقوم به امريكا هو لارعاب سائر الدول ويعد انتهاكا لروح الإتفاق.
وأضاف المقال إن العقوبات الأولية التي قررتها واشنطن ضد طهران تشكل عقبة امام التحويلات المصرفية والتجارة مع إيران وتحول دون تطبيع العلاقات المصرفية بين إيران والبنوك الكبري مما يشكل أيضا إنتهاكا لروح الإتفاق.
وخلص الكاتب بالقول 'الحقيقة أن أمريكا وبعد تنفيذ الاتفاق النووي انتهكت ولمرات عديدة الإتفاق النووي لكن الوضع سيتفاقم لو ارادت أمريكا في عصر ترامب فرض عقوبات اوسع علي ايران تحت عنوان حقوق الإنسان والإرهاب والصواريخ وأسلحة الدمار الشامل بهدف التمهيد لشل مسار الإتفاق وبالتالي ازدياد التوتر مع ايران'.
المصدر: النشرة الخاصة بمؤتمر ميونخ الأمني