يمكن القول ان ترامب لا ينوي الهجوم على ايران في حال ان هناك البعض ممن يعتقد انه من الممكن ان يصعب الامور في تنفيذ الاتفاق النووي.
عصر إيران - وبدأت أخيرا رئاسة ترامب وسط حيرة بعض من المنظرين السياسيين.
ويبدو الآن ان رئاسة ترامب وإن لم تحمل اي جانب إيجابي الا انها على الأقل تظهر الفرق بين رجل سياسة وتاجر. السياسيون عادة ما يتحدثون عن قراراتهم وخطواتهم بحزم وتفكير مسبق، ويتركون دائما لأنفسهم طريقا للعودة، بعيارى أخرى انهم يحاولون ان يفكروا بنتائج قراراتهم.
غير ان ترامب أظهر خلال الاسابيع الأولى من رئاسته انه ليس برجل سياسة، ولا يستطيع ان يتخذ قراراته مثل رجل دبلوماسي. أجرى ترامب في أيام دخوله الأولى الى البيت الأبيض مكالمة هاتفية مع غير طبيعية وغير مكتملة مع رئيس الوزراء الاسترالي.
وفي الوقت الذي يفصل الهاتف في وجه رئيس وزراء بلد، يضطر بعد ايام الى الخضوع لطلب رئيس الوزراء نفسه.
وقبل دخوله البيت الابيض يتصل ترامب هاتفيا برئيس تايوان لينقض مبدأ الصين الواحدة بعد اربعة عقود من العلاقات الرسمية بين واشنطن وبكين. ويؤكد اليوم خلال اتصاله الهاتفي مع رئيس الجمهورية الصيني على التزام بلده بمبدأ الصين الواحدة. كما ان ترامب لم يعد مصرا على تمزيق الاتفاق النووي الذي کما کان من قبل ولا یعرف ای قرار یتخذ امام ذلك.
كل هذه الأمور تظهر ان قرارات ترامب تتخذ في اطار قرارات تاجر ما وليس كرئيس أمريكا. ولذلك يبدو ان مستشاري ترامب ينبغي ان يذكروه انه رئيس الولايات المتحدة وليس تاجرا او رئيسا للشركات والفنادق التي يملكها.
تحدث بعض المحللین عن قلقهم ازاء تهديدات ترامب والسلطات الامريكية الاخرى خلال الاسابيع الاخيرة والتي تشير الى احتمال صراع عسكري بين البلدين ايران وأمريكا، غير انه وخلافا لهذه الرؤية، احتمال المواجهة العكسرية من قبل ترامب ليس بقوي.
فترامب أظهر خلال الاسابيع الاخيرة انه يغضب بسرعة، لكنه يتراجع عن قراره بعد قترة قليلة. وذلك بسبب كونه تاجرا في المعاملة، ولا ينبغي اخذ قراراته بعين الاعتبار.
ومن جهة أخرى وعد ترامب بإعادة بناء امريكا، ومعظم شعاراته ووعوده تتعلق بالوضع الداخلي في امريكا وان شن حرب بعيدة جدا عن الحدود الامريكية لا يتناسب وهذه الوعود.
وفي المجمل يمكن القول ان ترامب سيلتزم بالاتفاق النووي ولا ينوي الهجوم على ايران. في حال ان هناك البعض ممن يعتقد انه من الممكن ان يصعب الامور في تنفيذ الاتفاق النووي او يسعى الى إخراج ايران من هذا الاتفاق، والرد على ذلك انه رغم وجود هذه الاحتمالات الا ان ايران لن تخرج من الاتفاق النووي.
وفي النهاية ليست هناك أي ذريعة للهجوم على ايران، والشيء الوحيد الداعي للقلق هو احتمال حدوث امور غير متوقعة؛ على سبيل المثال ان تصطدم قوات البلدين في الخليج الفارسي بشكل مفاجئ او نتيجة سوء تفاهم، وقد يؤدي ذلك الى اتخاذ قرار من قبل ترامب لا لعاقة له بالاتفاق النووي. او قد يحدث امر في امريكا او بلد آخر، ويهدد مصالح امريكا ويوجه السبب الى ايران، وفي مثل هذه الحالة من المستبعد ان تهجم أمريكا على ايران.