رحل الشيخ هاشمي رفسنجاني الذي قضى حياتهُ بينَ العلم والسياسة وأدارة الدولة، كما الكبار تركَ أثراً وأرثاً، وتأريخ كبير يستحق أن يُدرّس..
عاشَ الفقيد في مرحلة صعبة ومهمة من تاريخ الجمهورية الأسلامية والمنطقة، بل والعالم ككل، فالقطبية التي كانت موزعة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة أنهارت، وأصبح العالم احادي القطب، فيما غرست امريكا انيابها في كل شبرٍ والشر كان عنوانها.
المنطقة ايضاً لم تكن مستقرة، منذُ الاربعينيات والعالمين الاسلامي والعربي يعيشان في صراعات داخلية، تجاورها ليس ببعيد عنها صراعات خارجية وسياسة ملئ الأرادات، ومع هذا كله كانت للثورة الأسلامية بصمة واضحة في تغيير بوصلة المنطقة، ليعرف العالم كله إن الجمهورية صادقة بتغيير المسار!
كان للشيخ رفسنجاني دور كبير في الحفاظ على هذه المكتسبات، فهو وبجميع المناصب التي تقلدها لم يدّخر جهداً، ولم يخرج عن طريق أثبات الجمهورية القوية القادرة على صناعة الفارق، فمسيرتهُ السياسية كانت منتجة ولا يمكن أن تزول برحيلهِ.
خلق الفقيد فكراً أصلاحياً محترماً، لا ينفي وجود المحافظين، بل يتكامل معهم، لتكون اللوحة الأخيرة غاية في الروعة، ايران تواجه كل السياسات الاستكبارية وتكسرها.
إن الكبار لا يموتون، أنهم مشاريع حيّة تغذيها قضايا كبيرة، تزخرفها الاخلاقيات السياسية المحترمة، وتبتعد عن العمالة الأجنبية، وتحارب كل مستكبرٍ يريد الشر سبيلا..
المصدر: وكالة شفقنا