عصر ايران - إرنا – رفض محمد جواد ظريف وزير الخارجية الايراني إبداء أي تفسيرات جديدة أو فرض قيود وشروط حيال الإتفاق النووي معتبراً تفاوض الدول الاوروبية مع الولايات المتحدة لحثها علي الالتزام بالاتفاق النووي هو السيناريو الأوحد الذي ترحب به ايران.
جاء ذلك خلال لقاء أجرته صحيفة نيويوركر الأمريكية مع ظريف ونشرته اليوم الاثنين.
والجدير بالذكر أنّ تقييمات واشنطن تفيد بالتزام ايران بتعهداتها الواردة في الاتفاق النووي حتي بعد انسحاب واشنطن منه إلّا أنّ لوزير الخارجية الايراني رؤية اُخري عبّر بها خلال المقابلة قال فيها: إنّ التكبر والإستعلاء خطير للغاية وقد حاول ترامب طيلة ال15 شهراً الماضية الإخلال بعملية تطبيق الاتفاق النووي وعرقلة التبادل التجاري الإعتيادي مع ايران مؤكداً أنّ ايران يهمها للغاية أن تجني ثمار توقيعها علي الإتفاق.
وأعرب ظريف عن إعتقاده بوجود ثلاثة طرق متاحة أمام ايران عند انسحاب ترامب من الإتفاق أولها انسحاب ايران من الإتفاق النووي ومواصلتها تخصيب اليورانيوم موكدا ان الولايات المتحدة لا يجب ان تشعر بالقلق وتزعم بانتاج ايران للقنبلة النووية.
وأما الخيار الثاني الذي أفصح عنه ظريف يفيد بإمكانية توظيف الطاقات والكفاءات المتاحة عبر الاتفاق النووي من جانب ايران لخدمة تسوية النزاعات والخلافات.
وبهدف إرغام واشنطن علي الإلتزام بتعهداتها كانت ايران قد تقدمت بإحدي عشر شكوي الي الاتحاد الاوروبي عن الانتهاكات الامريكية للاتفاق النووي.
وأشار موقع هذه الصحيفة الامريكية الي الجهود الخفية البريطانية الألمانية الفرنسية لاقناع واشنطن بعدم الانسحاب والتعرف علي أسباب معارضة ترامب للإتفاق النووي معلناً عن بلوغ الدول الاوروبية وواشنطن إتفاقاً نهائياً بهذا الشأن إلّا في بند واحد وهو بند الغروب، فالاوربيون سعوا جاهدين للحد من عرقلة الولايات المتحدة لتبادلهم التجاري مع ايران.
ورفض ظريف خلال هذا اللقاء أي مصالحة تغيّر الظروف السائدة للاتفاق أو تدخل تعديلات جديدة عليه مؤكداً عدم التزام بلاده وعدم قناعته بكفاءة هذه التعديلات لتحسين الاتفاق النووي وقال: إنّ ما يهمنا الآن هو حث الدول الاوروبية ترامب للالتزام بالاتفاق والي الأبد.
وبالنسبة للخيار الثالث فقد إعتبرته الصحيفة أشد خيارا يمكن أن تتخذه ايران ويتمثل في انسحابها التام من معاهدة عدم إنتشارالأسلحة النووية الذي وقعت عليها 191 دولة حتي الآن.
ونوه هذا الموقع الأمريكي الي النقاشات الحادة في الأوساط الايرانية بشأن إتخاذ احد هذه القرارات ونقلت عن ظريف قوله: إنّ في ايران تعددية للآراء فضلاً عن استيلاء شعور محلي يقوم علي عدم الثقة بالالتزامات الأمريكية بعد الآن يضاف اليه مطالبة واشنطن ايران بتنازلات اُخري بشأن نشاطها النووي وهذه رسالة خطيرة موجهة الي ايران والعالم تفيد بضرورة عدم ابرام أيّ إتفاق مع الولايات المتحدة لأنّ سياستها قائمة علي قاعدة تقول: إنّ ما أمتلكه أنا الأمريكي هو لي ولايقبل التفاوض وما تمتلكه أنت يجب أن يخضع للتفاوض.