عصر ایران - يعد التركيز علي الطاقات السياسية والاقتصادية الجديدة في الشرق الاقصي والشرق الاوسط، استراتيجية، اولي لها الساسة الايرانيون اهتماما خاصا، ومن ضمن ذلك اداء الدور في المشروع الدولي؛ طريق الحرير الجديد.
طريق الحرير الذي يربط الشرق بالغرب كان يحظي بالاهمية منذ القدم الا انه اصبح طي النسيان في القرون الاخيرة بسبب العديد من العوامل ومنها التغييرات الجيوسياسية وظهور تكنولوجيا المواصلات الحديثة.
الا ان العام 2013 ربما يعد نهاية لهذه الغفلة عن هذا الطريق، اذ ان الصين التي تعد من القوي الاقتصادية الكبري في العالم ادركت قيمة واهمية هذا الشريان الحيوي وطرحت مشروعا تحت عنوان طريق الحرير الجديد المسمي 'حزام واحد، طريق واحد'.
المشروع الجديد يضم 65 دولة منها ايران، تشكل ما نسبته 60 بالمائة من سكان العالم ونحو ثلث اجمالي الانتاج المحلي في العالم، ورغم ان الغرب يعتبر هذا المشروع طموحا لبكين لنشر نفوذها في اسيا الا انه يشكل فرصة مناسبة لايران لتزيد من تاثيرها في التوازن بين كتلتي الشرق والغرب وان تستفيد من الناحية الاقتصادية وكذلك من حيث السياسة الخارجية.
وهنا فان ايران باراضيها الواسعة ووصولها الي المياه الحرة عبر مياه الجنوب والاتصال مع جنوب غرب اسيا ومصادر النفط والغاز الموجودة في منطقة الشرق الاوسط ومصادر النفط والغاز الهائلة في البلاد ومنظومة النقل المتطورة لديها قياسا للدول الجارة الواقعة في طريق الحرير والامن والاستقرار المستتب في الداخل ونطاقها الثقافي الممتد الاف الكيلومترات بعيدا عن حدودها، كلها تشكل عوامل لاهمية حضور ايران في طريق الحرير.
ورغم ان الكثير من الدول في اوروبا وافريقيا واسيا واقعة في طريق الحرير الا انه يمكن القول في المعادلات الراهنة في العالم بان ايران وتركيا والصين هي الدول الاهم في هذا الطريق وهو الامر الذي يكتسب اهمية فائقة في هذه الايام التي يشعر فيها دونالد ترامب الرئيس الاميركي الطامع والساعي للهيمنة بالهلع من بروز اي قوة جديدة.
ان الصين التي تمضي باقتدار في ميزان القوي العالمية يمكنها الي جانب ايران وتركيا اللتين تؤديان دورا مميزا في تطورات الشرق الاوسط، ان تشكل مثلثا لن يسر اقتداره اميركا ولا اوروبا وبامكان طريق الحرير تقوية التعاون بين دول هذا المثلث وان يبعد في ظل هذا التعاون التهديدات الاقليمية والدولية عن ايران الي حد ما.
كما ان النفط الذي يعد ثروة لايران وحاجة لا تنكر لشرق اسيا والقوقاز وحتي اوروبا، يعد احد الاسباب المهمة لتشجيع الصين علي وضع استثمارات هائلة في مسار احياء طريق الحرير نظرا لحاجتها المتزايدة للنفط ومن جانب اخر فان الصين تعد مصدّرا كبيرا للسلع الي ايران وتركيا واوربا وان هذا المسار يساعد في تسريع الصادرات وتحسين جودتها.
ان تنظيم النقل في هذا الاممر وتناسق الصادرات والواردات يعد من القضايا الاخري التي تؤكد عليها دول طريق الحرير، وان هذا الامر يمكنه توفير الارضيات المناسبة لزيادة طاقات صادرات ايران غير النفطية، كما ان الاعتماد علي المسارات الجديدة للواردات قادر علي توفير الامن المتوخي لايران في خضم ضجيج الدعوات للحرب التي يطلقها ترامب.
المصدر: ارنا