عصر إيران - ودع رئيس الولايات الأمريكية وزير خارجيته "المستثمر والاقتصادي" وعين وزيرا "عنيفا" بدله. كلا الوزيرين الخارجيين لترامب يشتركان في أمر واحد وهو عدم التجربة في العمل الدبلوماسي، إلا انهما يختلفان في نقطة هي أنه على الأقل كان "ركس تيلرسون" تمرّن بعض الشيء في السياسة الدولية بواسطة سنوات من النشاط الاقتصادي على المستوى الدولي ومديرا لشركة كسون موبيل للبترول، إلا ان "مايكل بومبيو" والذي من المقرر ان يحل مكانه، حتى لم يتمرّن من قبل في مثل هذه التجربة، ولم يكن الا عضوا في الكونغرس الأمريكي لمرحلة واحدة ورئيسا لأكبر جهاز استخباراتي أمريكي لعام واحد.
وتستعد أمريكا ليقود أكبر وأهم جهاز دبلوماسي فيها سياسيُّ متطرف ومستفز فاقد لتجربة العمل الدبلوماسي.
يعرف الكل عن وجهات نظر بومبيو المتطرفة حول القضايا المختلفة ولاسيما ضرورة "المواجهة الجدية والعنيفة ضد إيران".
وقد قام بامبيو خلال السنتين الأخيرتين بخطوتين غير مسبوقتين من نوعهما في ما يتعلق بإيران: الأولى كانت كتابته رسالة مفتوحة مع عدد من نواب الكونغرس الأمريكي في خضم الانتخابات البرلمانية الإيرانية وقد أقر فيها بأن الانتخابات في ايران غير ديمقراطية وغير حرة، وقد طالب بالسفر إلى ايران ومراقبة عملية الانتخابات في هذا البلد.
أما الخطوة الثانية التي قام بها تجاه ايران فكانت كتابة رسالة قبل بضعة أشهر مخاطبا في طياتها "قاسم سليماني" قائد قوى القدس في حرس الثورة الإسلامية؛ الرسالة التي يبدو انها بقيت دون رد وقد اعترف بامبيو نفسه انه ليس منزعجا لأن رسالته قد تكون غير مفتوحة من قبل سليماني، فإنه كان يشاء إبلاغ السلطات الإيرانية عن مواقف أمريكا بخصوص حضور ايران في العراق وسورية بشكل شفاف ودون وسائط.
وقد كان بومبيو قبل تسلمه منصب رئاسة CIAخلال المفاوضات النووية مع ايران من المعارضين الكبار للدبلوماسية الإيرانية ومناصرا لفكرة الهجوم على المنشآت النووية في ايران.
يبدو ان علاقات ايران والولايات المتحدة الأمريكية تقف على عتبات مراحلها الأكثر تحديا خلال العقود الأربعة الأخيرة، ويظهر ان الطرف الأمريكي قد طفح به الكيل بعد تجربة الخيارات التي شاهدها امام إيران خلال هذه العقود الأربعة؛ وفي حال تأييد مجلس الشيوخ سيتقلد قيادة الجهاز الدبلوماسي الأمريكي شخص لا تعجبه اللهجة الدبلوماسية إزاء إيران على الأقل، ويميل الى فكرة المواجهات الحادة بل الحرب.