عصر إيران - إثر هجوم بعض الأشخاص المنتمين الى تيار آية الله الشيرازي على السفارة الإيرانية في لندن، ثمة قضيتان طرحتا ثانية في الأوساط السياسية والإعلامية؛ الاولى التنديد بالهجوم على السفارات، والأخرى ماهية تيار آية الله الشيرازي.
بالنسبة للقضية الأولى، تحدث المسؤولون خلال الأيام الأخيرة كثيرا عن حصانة الأماكن الدبلوماسية، واعتبار سفارة كل بلد أرض البلد المعني، وشجب الهجوم على السفارة الإيرانية في لندن، وكل الكلام هذا منطبق والحقوق الدولية.
حين يتم الهجوم على السفارة الإيرانية في بلد أجنبي، أكثر الخسارات التي تلحق بإيران هي خسارات في المبنى، أو تعطيل عمل السفارة لبعض ساعات، كما أن إيران تقف في موقف أعلى مقابل البلد الآخر الذي تتعرض سفارتها فيه الى الهجوم.
ولكن إن حدث العكس، أي في حال الهجوم على سفارة أجنبية في ايران، فعندذلك يتعرض كل النظام والمصالح الوطنية الى الضرر، فتقع ايران موقع الانفعال، ويتم التنديد بها على المستوى العالمي لعدم توفيرها الأمن للسفارات الأجنبية رغم التزامها بذلك.
وأما بالنسبة لتيار آية الله الشيرازي والذي ينشط في لندن وقم وكربلاء والنجف، فهناك كثير من الكلام؛ إذ يراه البعض مروجا وممثلا للتشيع البريطاني، ويتهمه بالتمويل من قبل الحكومة البريطانية، ويزعمه بعض آخر انه مجموعة شيعية يقلدون آية الله الشيرازي، ليس إلا.
لا ندخل خضم هذه القضايا الا أن وجود تيار شيعي يرى مهمته إهانة مقدسات أهل السنة ولعنها والإساءة للخلفاء الراشدين والسيدة عائشة، ويصر على نشر هذه الإهانات عبر كثير من وسائل الإعلام كالقنوات الفضائية، أمر غير معقول وغير مقبول. كما ان كبار مراجع تقليد الشيعة حرّموا أي الإساءة الى المقدسات المذهبية الإسلامية.
يمكن لتيار آية الله الشيرازي ان يكون ناقدا للحكومة الإيرانية أو اي نظام آخر، او ان يتعامل مع اي بلد يشاء، إلا انه لا يحق لأي أحد ان يكون ممثلا لمذهب إسلامي ما في إهانته مقدسات المذاهب الأخرى، وأن يجلب العدوانية بذلك