عصر إيران - لقد هجم الجيش التركي منذ أكثر من 30 يوما وبرفقة القوات المدعومة من قبله على منطقة عفرين السورية جويا وبريا وبعشرات من الطائرات قاذفات القنابل والدبابات ام-60 الامريكية. فضلا عن ان تركيا أطلقت سراح ما يزيد على الف شخص من الإرهابيين التابعين لداعش أو القاعدة والذين كانوا معتقلين في بعض المدن التركية شريطة التزامهم بمقاتلة الأكراد، ما رفعت قوتها به.
وتقول التقارير التي تبثها الجهات المستقلة ان الجيش التركي والميليشيات الداعمة له قد نقضت حقوق الصراع العسكري. كما ان السلطات الإدارية في عفرين والذين يدافعون عن أرضهم من رجال ونساء أكراد وعرب ومسيحيين يتهمون الجيش التركي وأعوانه بارتكاب جرائم غير إنسانية ناشرين وثائق وأفلاما وصورا. فيما كان أردوغان وبذريعة الحفاظ على أمن بلاده، وعد بالسيطرة على عفرين خلال ثلاث ساعات، وتقدم الجيش نحو غرب العراق وشماله، والسيطرة على جبل قنديل باعتباره المقر الأساسي لـ"ب ك ك" خلال ثلاثة أيام. وقد أعلن ان حكومته امتداد للامبراطورية العثمانية.
من جهة أخرى وتزامنا مع إحباطه في حربه الغاشمة والهجوم على سوريا، أقدم أردوغان داخل حدود بلاده ايضا على القمع واعتقال كثير من الصحفيين وأساتذة الجامعة والمثقفين بتهمة المعارضة.
ورغم صمت الحكومات الشرقية والغربية أمام الهجمات الظالمة ضد سوريا وقتل الناس الأبرياء، يدافع الشارع العام اليوم ويوما بعد يوم عن أهالي عفرين وداعميهم. وقد اتفق أعضاء حلف الشمال الأطلسي على ان الهجوم على عفرين وخلافا لادعاءات اردوغان، هي من أجل تعزيز مكانته الواهنة داخل حدود بلاده وانتصار حزبه في انتخابات العام المقبلة. وبما أن قوات مجلس سوريا الديمقراطي لم تهجم على الأراضي التركية من قبل، فإن توهمات اردوغان في ما يتعلق بالخطر الذي يهدد أمن بلاده لا أساس لها.
يندد الأحزاب الديمقراطية والمطالبة بالعدالة في العالم وأساتذة الجامعات والكتاب والفنانون والأحرار على صعيد العالم ما تقوم به تركيا من اغتصاب للأراضي والقتل والتدمير. وكما جرى الحال في الحروب الأهلية في إسبانيا هناك الكثير من الأحرار ذهبوا لمساعدة القوات المدافعة عن عفرين، وقد قتل حتى اليوم ثلاثة منهم (من اسبانيا وفرنسا وهولندا).
ولم ينحصر دفاع مقاتلي المجلس الديمقراطي السوري بالدفاع والهجوم العسكري وحسب، بل ان مجموعتهم السيبرانية قد هجمت حتى الآن على بضع مواقع الكترونية للجيش وجامعة اسطنبول والمراكز الحكومية والعسكرية، وقد طالبوا، خلال بيان، محتلي أسيا الصغرى والأناضول بالعودة الى وطنهم الأصلي اي منغوليا، برفعهم علم الأمبراطورية الميدية.