عصر إيران - تعد النساء السعوديات اليوم من أسعد النساء في العالم. النساء اللواتي كن يعانين لسنوات عديدة من قيود مختلفة، ويتمتعن الآن بكثير من الحريات بعد أحكام الملك السعودي.
تستطيع السعوديات اليوم أن يسقن، ويذهبن الى الملعب الرياضي، وأن يفعلن كثيرا من الأمور التي لم يسمح لهن القيام بها من قبل.
وإلى جانب حريات النساء، قرر القادة السعوديون ان يواجهوا الفساد ايضا، فتم في هذا السياق اعتقال مايزيد على 200 أميرا سعوديا بتهمة الفساد.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا ومقابل ما يشبه الثورة الاجتماعية في السعودية هو انه ما هو سبب تنازل القادة السعوديين من تزماتهم الدينية والقوانين الاجتماعية المتشددة؟
للرد على هذا السؤا لابد من النظر في عمل السعودية على مستوى السياسة الخارجية. فقد تحولت اليوم السعودية الوديعة في العلاقات الدولية الى ذئب جائع يستعد كل لحظة للهجوم ضد البلدان المختلفة.
وقد سببت نهاية عصر فهد والملك عبد الله وبداية الملك سلمان وابنه محمد بن سلمان تحولات كبيرة في السعودية.
ينظر القادة السعوديون الجدد الى ايران باعتباره منافسا جديا، غير معتقدين بتعايش سلمي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ويظنون ان ايران هو العدو الأهم للسعودية في منطقة الشرق الأوسط.
تريد السعودية اليوم ان تزيد من عنفها في السياسة الخارجية، وان تهجم بشجاعة على أعدائها. ويعرف القادة السعوديون ان هذا العنف سيثير ردود أفعال عالمية، لذلك قرروا ان يظهروا للعالم عموما وللدول الأوروبية خصوصا ان السعودية قد اتخذت خطوات نحو التطورات الإيجابية.
وميزانية هذا العنف يدفعها الأمراء المعتقلون، فقد اشتُرط لحريتهم دفع ما يقارب 70 في المئة من أموالهم الى الحكومة.
ومن جهة أخرى عمل تصدي ترامب للرئاسة مثل وقود لنار آل سعود. فهو مناصرهم الأساسي، والداعم لسياساتهم ضد إيران.
لابد ان نتوقع ظهور سعودية أعنف من السعودية الحالية؛ سعودية تستطيع ان تضرم النار في الشرق الأوسط بأسره؛ سعودية تستخدم القوة الصعبة (الهجوم العسكري) في المنطقة لأنها لا تمتلك القوة الناعمة.