عصر إيران - لقد انتهت مهمة داعش في عراق وسوريا، وبعد مرور 4 سنوات على خلافته المزعومة في مدينة الرقة السورية لم يعد له قاعدة مدنية مهمة في العراق وسوريا غير المستقرين.
خلال السنوات الثلاث الأخيرة كان قد تكوّن تحالف بقيادة أمريكا للقتال أمام داعش، والذي كرّس كثيرا من قدرته على الهجوم الجوي على مواضع داعش، ودعم بعض المجموعات لاسيما أكراد سوريا والعراق من أجل التصدي لنفوذ هذه المجموعة الإرهابية.
وقامت الحكومة الروسية ايضا خلال العامين الأخيرين ومع بدء التدخل العسكري في سوريا بقصف مواضع داعش هناك جويا وصاروخيا، ولعبت دورا مهما في تقليص قوة هذه الجهة الإرهابية.
أما الجانب المهم الآخر في القتال امام داعش كانت محاربته على الأرض، والذي لعبت قوات الجيش العراقية الدور الأساسي فيه الى جانب الحشد الشعبي، والقوات الكردية المسلحة.
وعلى الأرض قامت قوات الجيش والحشد الشعبي العراقي والقوات الحكومية السورية، والحرس الثوري الايراني وحزب الله بالقتال امام إرهابيي داعش، وألحقت كثيرا من الخسارات بهذه المجموعة الإرهابية، كما تلقت هي كثيرا من الخسارات، وقد طردت أعضاء هذه المجموعة الإرهابية خندقا تلو خندق من مدن سوريا والعراق.
والآن، بعد ان خرج داعش بشكل نهائي من المدن العراقية والسورية، لقد اخذت تتكون منافسة جديدة في المنطقة.
ويحاول المحور الإيراني والروسي من جهة، والمحور الغربي وبعض البلدان العربية في المنطقة بقيادة أمريكا من جهة أخرى ان يعززوا دورهم ونفوذهم في الجغرافيا الجديدة التي تأخذ في التكوين.
وكلا المحورين يعتقدان ان دورهما كان أهم في الانتصار امام داعش، وان هزيمة داعش كان إنجازا من قبل كل واحد منهما.
فضلا عن ان القتال امام داعش باعتباره عدوا مشتركا كان نتيجة تعاون غير معترف به رسميا ودون اتفاق بين محوريْ المنافسة، الا ان السؤال هو انه هل تعيش منطقة الشرق الاوسط السلام والاستقرار في الغد الذي لن يتمتع داعش فيه بحضور مؤثر؟.