عصر إيران - بعد تسلم روحاني الحكم أصبحت الظروف عادية في ايران، بعد أن كان الشعب الايراني امام ظروف غير عادية خلال العقد الأول من القرن الجاري والقرن الثاني، بين أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية.
ربما نسي الشعب الإيراني انهم عندما كانوا ينامون كانت أسعار البضاعات بقيمة وعندما يستيقظون بسعر آخر. لقد عاد الهدوء الى البلاد منذ وقت، ولم يواجه الناس الأزمات الاقتصادية.
وقد سبب هذا الهدوء ان يتجه قسم من الشعب الايراني نحو هموم اخرى كالقضايا الاجتماعية والثقافية؛ وهذا الامر هو إنذار كبير لحسن روحاني.
لابد لروحاني ان يعرف ان هناك هموم اجتماعية وسياسية لدى قسم من المجتمع الايراني، ولا يستيطعون ان يتنازلوا عنها ببساطة. تريد الفتيات اليوم ان يذهبن الى الملعب الرياضي، وقسم آخر من الناس يتوقعون ان يتم حح مشكل "سِبنتا نيكنام" العضو الزرادشتي لشورى مدينة يزد، ليعود ثانية الى الشورى، والخ.
ان معظم الذين يتوقعون ذلك من حكومة الاعتدال، هم الذين صوتوا لروحاني، ولا يعنيهم اليوم "لا استيطع" و"لا يسمحون".
ان لم ينتبه روحاني لهذه المطالبات سوف تعم أزمة اليأس في البلاد. فلقد ظللت غيوم الأمل سماء ايران عام 2013 وبعد تسلمه الحكم، وقد دام هذا الامل حتى عام 2017. غير انه يبدو ان الذين صوتوا لروحاني يخيب ظنهم اليوم شيئا بعد شيء، وانهم مستاؤون من صمت روحاني ازاء كثير من القضايا.
وقد يقرر بعض المصوتين لروحاني بعد هذا الشعور بالخيبة الا يشاركوا في الانتخابات في المستقبل، والا يصدقوا كلام أمثال روحاني. وهذا يعني عودة اشخاص الى السلطة سوف يتسببون في جعل الظروف غير عادية.
ان المتهمين الاساسيين في جعل الظروف غير عادية وقتذاك كان حسن روحاني والإصلاحيين في البرلمان، وقد يمكن القوا ان الأصوليين يجهزون انفسهم اليوم للحضور في السلطة.
سيصل قريبا يوم الانتخابات البرلمانية لعام 2019، ولاانتخابات الرئاسية عام 2021، وقد لا يكون هناك من ينقذ تيار الاعتدال والإصلاحات.
على روحاني والإصلاحيين ان ينتبهوا الى مطالبات بعض الناس إن كانوا يريدون الاستمرار لانفسهم.