عصر إيران - لقد دخل مسار التحولات السريعة والواسعة في السعودية مراحل جديدة بعد اعتقال 11 اميرا، و4 وزراء، وعشرات من المسؤولين السابقين المتنفذين في المملكة.
لقد أصدرت لجنة مكافحة الفساد في السعودية مساء السبت أحكاما باعتقال عشرات من الأمراء، والوزراء والمسؤولين السابقين، وقد تم اعتقالهم بتهمة الفساد المالي.
ولقد عزمت السعودية باعتقال 11 من الأمراء الذين يشملون "وليد بن طلال" و"متعب بن عبدالله"، توحيد السلطة والاإجراءات والسياسات الثورية وغير المتوقعة.
لا يمكن اليوم وبعد الأحداث والتحولات التي جرت خلال العامين الأخيرين في الحكم السعودي الجديد ان يعتبر حكما محافظا، بل ان الإصلاحات المفرطة والتحولات الجذرية كلها تصب في تثبيت قدرة الأمير "محمد بن سلمان"، ولي العهد ذي الثانية والثلاثين عاما.
لمحمد بن سلمان طموحات كثيرة، للبلوغ بالسعودية إلى المكانة التي يريدها لها، فهو يريد صنع سعودية حديثة لغاية عام 2030، وأن يثبت اسمه كمعمار السعودية الحديثة على رأس الهيئة الحاكمة للمملكة.
ان حركة سعد الحريري يوم امس في السعودية والإعلان عن استقالته عن منصب رئاسة الوزراء في لبنان، كان امرا غير متوقع، واغلب الظن انه يتعلق بالبرامج والمطالبات السعودية.
وبما ان القرار الحريري هذا جاء بعد يوم من لقائه ممثلي الحكومة الإيرانية في لبنان، فهو شاهد على الخصائص الجديدة للسياسة السعودية في المنطقة.
الهجوم على اليمن، وقطع العلاقات مع قطر، والمبادرة بإجراء علاقات دبلوماسية مع الحكومة الشيعية العراقية، كلها نماذج من السياسات والتحولات الثورية في السياسة الخارجية السعودية، التي لا تهدف إلا الى تصدي النفوذ الايراني.
في مختصات السياسة السعودية الجديدة لقد تحولت "المنافسة مع إيران" إلى "العداوة مع إيران"، وتحاول الحكومة السعودية الجديدة في هذا المسار ان تواجه بنفسها حلفاء إيران، والا تدع المواجهة المباشرة لايران الى حلفائها الأقوياء كأمريكا وإسرائيل.
تحاول السعودية الجديدة ان تواجه ايران عبر جبهتين:
- ان تقوم السعودية بالمفاوضات والتعامل او المواجهة بشكل مباشر مع حلفاء ايران في المنطقة، وان تقوم بقمع بعض المجموعات التي لا تقبل التعامل كحزب الله، وان تجذب الى نفسها حلقات لعب ايران في المنطقة بالتطميع او التهديد، او ان تجعلهم في موقف حيادي على الاقل حيال المواجهة الغيرانية-السعودية.
- ان تحيل المواجهة المباشرة أمام ايران لحكومة ترامب في امريكا او حكومة نتانياهو في اسرائيل، لأن مثل هذه المواجهة سوف تكلفها كثيرا، وقد دفعت لهذه الخدمة بداية العام الجاري وبالاتفاق الذي تم بين ترامب والملك سلمان وضم 110 مليار دولار.