عصر إيران - كتب وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق موشيه آرينز مقالاً في صحيفة "هآرتس"، رأى فيه أن "المؤتمر الذي عُقد في كلية نتانيا للأكديميا الأسبوع الماضي بمناسبة إحياء ذكرى رئيس الموساد الذي توفي العام الماضي مئير دغان، منح رؤساء الأجهزة الأمنية في الماضي والحاضر فرصة لمناقشة التهديدات التي تتعرض لها "إسرائيل".
وبحسب آرينز، فإن ما أسماها "الثيوقراطية الإيرانية التي تمتلك الصواريخ البالستية متوسطة المدى، والقريبة جدًا من إنتاج رؤوس نووية لهذه الصواريخ، أقسمت على القضاء على "إسرائيل"، وهي بالفعل تشكل تهديدا حقيقيا لها" وفق آرينز.
كما تساءل الوزير عن احتمال كون التهديد الإيراني تهديداً وجودياً لكيان العدو الإسرائيلي، وتابع "هل يمكن تخيل سيناريو تقوم فيه إيران بمحو "إسرائيل" عن الخارطة، أو أن الحديث يدور عن تهديد يمكن إزالته من خلال الردع الذي يعتمد على قدرة "إسرائيل" على الرد في جميع الظروف؟ هل يوجد ميزان رعب فعلي بين إيران و"إسرائيل" مثل الذي ساد بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة، ومنعَ التدهور إلى الإبادة المتبادلة؟ رونالد ريغان لم يشعر بالراحة مع ميزان الرعب، وقادة "إسرائيل" لا يجب أن يشعروا بالراحة مع ميزان رعب كهذا مع إيران. المطلوب هو الحذر المتواصل، وهذا هو دور كوهين"، حسب تعبير الوزير الصهيوني.
أما دور آيزنكوت، فرأى الكاتب أنه يتمثل "في علاج التهديد الفوري على "إسرائيل"، وعدد الصواريخ الكبير في حوزة حزب الله هو تهديد كهذا، إن احتمال مهاجمة حزب الله لـ"إسرائيل" بالصواريخ قائمة، والضرر الذي قد يتسبب به هجوم كهذا سيكون كبيرًا". ويشير آرينز إلى أنه "ليس غريبًا أن أمين عام حزب الله حسن نصر الله يثق من حصوله على الحصانة أمام أي هجوم إسرائيلي ضد سلاحه، وقد كان محظورًا على "إسرائيل" السماح لحزب الله بتطوير قدرة كهذه، لكن بما أنها موجودة، فهي تشكل التحدي الأكبر أمام الجيش الإسرائيلي وقادته. إن التهديد الايراني والتهديد الذي يشكله حزب الله مرتبطان معًا" وفق رأي الكاتب.
إلى ذلك، أضاف آرينز قائلاً "بحسب ادعاء برادو فإن الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني هو التهديد الوجودي الحقيقي الوحيد لـ"إسرائيل"، فإذا لم ننفصل عن الفلسطينيين فستنتهي "إسرائيل" كـ"دولة" يهودية وديمقراطية. وهذا الادعاء يُسمع منذ سنوات من اليسار الإسرائيلي، الذي يؤيد حل الدولتين ومن الذين ينتقدون الحكومة الإسرائيلية في الخارج. الحقائق لا تؤيد هذا الادعاء".
وذكّر الكاتب بحرب الأيام الستة، حيث "ساد الشعور بأن هناك خطرًا وجوديًا. وهذا ليس قائمًا الآن. نبوءة برادو المتشائمة تعتمد على توقعات بعيدة المدى وعلى دقتها. ومثل جميع التوقعات بعيدة المدى فهي مشكوك فيها. مع ذلك، يجب أن تذكرنا بأهمية دمج السكان العرب الإسرائيليين في المجتمع وفي الاقتصاد. ومن الواضح أن العرب في "إسرائيل" لا يشكلون خطرًا عليها، ومن المهم الاستمرار في دمجهم فيها" بحسب آرينز.
وختامًا، كانت "إسرائيل" بحسب الكاتب آرينز، عرضة لخطر وجودي عند مهاجمتها من قبل الجيوش العربية في العام 1948، وفي الفترة التي سبقت حرب الايام الستة، وفي اليومين الأولين لحرب يوم الغفران، ساد في "إسرائيل" الشعور بالخطر الوجودي. ومنذ ذلك الحين يبدو أن بقاءها أصبح مضمونًا"، يخلص موشيه آرينز وزير الحرب الأسبق.
المصدر: العهد