وابتكرت الهند نظاماً على غرار المقايضة قبلت به واشنطن التي سمحت للهند بسداد بعض مدفوعات النفط إلى طهران بالروبية.
عصر إيران - رويترز - تبحث الهند وضع آلية مدفوعات جديدة للتجارة مع إيران، بعد رفع نظام العقوبات القديم عنها، في الوقت الذي يستمر فيه قلق البنوك الحكومية من التعامل مع المدفوعات من طهران، تخوفا من فرض الولايات المتحدة حصارا ماليا جديدا على إيران.
وانتقد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اتفاقا بين إيران والقوى الكبرى بشأن برنامجها النووي، واصفا إياه بالاتفاق السيئ، وحذرت إدارته طهران بعد تجربة إطلاق صاروخ باليستي.
وفي ظل العقوبات الغربية السابقة، ابتكرت الهند نظاماً على غرار المقايضة قبلت به واشنطن التي سمحت للهند بسداد بعض مدفوعات النفط إلى طهران بالروبية عبر بنك يو.سي.أو الحكومي الصغير.
كانت الشركات الهندية، في ذلك الحين، قادرة على تلقّي مدفوعات للسلع التي تصدّر إلى إيران باستخدام أموال النفط المودعة في حسابات بالروبية، غير قابلة للتحويل في بنك يو.سي.أو، مما أبقي خطا حيويا للتجارة بين البلدين اللذين تربطهما علاقات تاريخية.
لكن منذ رفع العقوبات جزئيا عن طهران، في أوائل العام الماضي، انخفض الحساب المقوّم بالروبية، بما يزيد على 90% إلى 20 مليار روبية فقط (305 ملايين دولار)، لأن شركات التكرير الهندية استأنفت دفع مقابل النفط الإيراني باليورو.
وفي الوقت الذي وافقت فيه الحكومة الاتحادية والبنك المركزي على مدفوعات النفط باليورو - الذي تفضّله إيران لأن العملة قابلة للتحويل - فإنهما لم يمنحا الموافقة الكاملة على تسوية المعاملات التجارية في الاتجاه المعاكس بعملات أخرى، مما ترك المصدّرين عالقين.
وقال ر.ك. تكار، رئيس مجلس إدارة يو.سي.أو "نعكف على وضع آلية للتسوية عبر اليورو، ونبحث عن بنك مراسلة مشترك في أوروبا كي يعمل وسيطا بين الهند وإيران".
أضاف "نظام الدفع باليورو لم يتبلور بعد"، مضيفا أن الحكومة تسعى إلى العثور على حل.
ويقول البنك المركزي الهندي إن بعض البنوك الإيرانية تقدمت بطلب لفتح فروع في الهند، لكنه لم يشر إلى الموعد الذي قد يوافق فيه على تسوية التجارة مع إيران بعملات بخلاف الروبية.
وذكر البنك المركزي، في رد مكتوب على أسئلة قدمتها رويترز "نظرا للوضع الجيوسياسي المحيط بإيران والإجراءات المرتبطة بالعقوبات الدولية، فإن علاقات المراسلة المصرفية صعبة".
وأضاف "بنك الاحتياطي ( البنك المركزي) سهّل الدفع للمصدرين الهنود عبر السماح بترتيبات خاصة للتسويات القائمة على الروبية"، ورغم رفع العقوبات الأوروبية وتلك المفروضة من قبل الأمم المتحدة على إيران، فإن هناك بعض العقوبات الأميركية المستمرة، وتسبب هذا بجانب الخط المتشدد الذي تتبناه الإدارة الجديدة في واشنطن في عزل إيران عن النظام المالي العالمي، حيث تعزف البنوك عن تسوية أنشطتها.
ومع تزايد التوترات، تبحث نيودلهي وطهران العودة إلى آلية الروبية القديمة التي ينظر إليها كرهان آمن، لأن بنك يو.سي.أو ليس لديه انكشاف على الولايات المتحدة يمكن أن يؤدي به إلي الوقوع تحت طائلة أي عقوبات جديدة.
وقال مسؤول كبير في وزارة التجارة، لوكالة "رويترز"، إن إيران وافقت مبدئيا على قبول بعض مدفوعات النفط بالروبية لتمويل واردات من الهند بقيمة تقدر بنحو 2.5 مليار دولار سنويا.
لكن المسؤول قال إن الإطار الزمني لتطبيق الآلية الجديدة لم يتحدد بعد، في الوقت الذي ينتظر فيه الجانبان نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية، في مايو/أيار، وكذلك وضوحا أكبر بشأن نهج إدارة ترامب تجاه طهران.
وعززت الهند، ثاني أكبر مشتر للنفط الإيراني بعد الصين، صادراتها إلى طهران، خلال فترة العقوبات، في الوقت الذي قاطعت فيه الدول الغربية طهران. لكن حجم التجارة بين الهند وإيران تراجع، حيث هبطت صادرات الهند إلى إيران إلى 2.4 مليار دولار في 2016، من 3.2 مليار دولار في العام السابق.
(الدولار = 65.6400 روبية هندية)