عصر ایران - طهران - رويترز - أجرت ايران يوم الاثنين اختبارا لاطلاق صواريخ قال قائد عسكري انها يمكن أن تصل الى أي هدف في المنطقة في استعراض لعضلاتها العسكرية قبل محادثات حاسمة مع قوى كبرى يساورها القلق من طموحات ايران في المجال النووي.
وتتزامن المناورات التي أجراها الحرس الثوري نخبة القوات العسكرية الايرانية والتي أطلقت خلالها الصواريخ مع توتر متزايد في خلاف طهران مع الغرب بخصوص الملف النووي في أعقاب كشف الجمهورية الاسلامية الاسبوع الماضي عن منشأة ثانية لتخصيب اليورانيوم.
وتضيف أنباء منشأة تخصيب اليورانيوم الواقعة جنوبي طهران شعورا بالالحاح لعقد الاجتماع النادر المقرر في جنيف يوم الخميس بين مسؤولين ايرانيين وممثلين لست قوى كبرى منها الولايات المتحدة والصين وروسيا.
ووصف البيت الابيض تجارب الصواريخ بأنها "مستفزة" وكرر مجددا ما طالب به الرئيس الامريكي باراك أوباما خلال قمة محموعة العشرين في بيتسبرج الاسبوع الماضي بأن تفصح ايران عن كل المعلومات المتعلقة ببرنامجها النووي المثير للجدل.
وقال روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الابيض للصحفيين لما سئل عما تريده واشنطن من المحادثات "يمكنهم أن يوافقوا على السماح على الفور بالوصول دون معوقات (الى منشأة الوقود النووي). هذا هو أقل ما يمكن أن يفعلوه."
وأضاف "لم يكن الاجماع الدولي يوما أقوى مما هو الان على التصدي لايران وبرنامجها النووي."
وذكرت وزارة الخارجية الايرانية أنه لا علاقة بين تجارب الصواريخ والانشطة النووية.
وقال حسن قشقوي المتحدث باسم الوزارة "هذا تدريب عسكري طبيعته الردع.. لا توجد أي صلة بالبرنامج النووي."
وقالت قناة (برس تي.في) الايرانية ان تجربة اطلاق الصاروخ أرض-أرض شهاب 3 الذي يصل مداه الى 2000 كيلومتر كانت "ناجحة" وأجريت في اليوم الثاني من مناورات بدأت يوم الاحد عندما أطلقت صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى.
ويضع مثل هذا المدى اسرائيل والقواعد الامريكية في المنطقة في مرمى الصاروخ الايراني. وعرضت لقطات تلفزيونية لانطلاق صواريخ في الجو من أرض تشبه الصحراء وسط صيحات تكبير.
ونقل موقع الحرس الثوري على الانترنت عن الجنرال حسين سلامي قائد السلاح الجوي بالحرس قوله "كل الاهداف بالمنطقة أيا كان موقعها ستكون داخل مدى هذه الصواريخ."
وقال سلامي في وقت لاحق للتلفزيون الرسمي الايراني "يجب أن يعلم كل أعدائنا أننا نعتبر أنفسنا باستمرار في مناخ من التهديد. ولقد أعددنا أنفسنا لاسوأ الاحتمالات."
وذكر وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند أن تجربة الصواريخ "جزء من استفزاز سنوي" ايراني وينبغي ألا تلهي عن محادثات جنيف المرتقبة.
وقال ميليباند لشبكة سكاي التلفزيونية الاخبارية البريطانية "سوف تحتاج (ايران) يوم الخميس.. الى اظهار أنها جادة في ضمان ألا يتحول برنامجها النووي المدني للطاقة الى برنامج عسكري."
ووصف برايان ويتمان المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) اختبارات الصواريخ بأنها "مزعجة". وقال ويتمان "اذا أخذنا اختبارات الصواريخ هذه وهي نوع من اظهار القوة مع اكتشافات أخرى ألقي عليها الضوء في اليومين الماضيين مع استمرارهم في تطوير برنامج نووي وجمعنا كل هذا فسوف يرسم صورة.. نمط من الخداع."
وأضاف أن الولايات المتحدة ودولا أخرى تركز اهتمامها على المحادثات "لترى ما اذا كان ثمة سبيل دبلوماسي للمضي قدما وان لم يكن فماذا يمكن أن تكون الخطوات التالية."
وذكر خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي الذي سيرأس وفد الدول الغربية في جنيف أن المحادثات يوم الخميس تهدف الى اشراك ايران في "مناقشة حقيقية" والحصول على تعهد بمواصلة المحادثات "بطريقة نشيطة".
وقال سولانا على هامش اجتماع لوزراء دفاع الاتحاد الاوروبي في السويد " الفشل واضح.. اذا لم تعقد اجتماعات أخرى فهذا فشل.. سيكون ذلك ملحوظا بوضوح. الحكم على النجاح أصعب."
ودعت فرنسا ايران الى "اختيار مسار التعاون لا المواجهة بوقف تلك الانشطة التي تزعزع الاستقرار على الفور وبالاستجابة فورا لمطالب المجتمع الدولي من أجل التوصل الى حل للملف النووي عن طريق التفاوض."
في الوقت نفسه دعت روسيا الى ضبط النفس.
ونقلت وكالات الانباء الروسية عن وزير الخارجية سيرجي لافروف قوله "هذا الامر مثير للقلق بالطبع عندما تجرى تجارب اطلاق الصواريخ على خلفية موقف يتسم بعدم حل البرنامج النووي الايراني."
وأضاف "اني لعلى قناعة بأن الامر يتطلب ضبط النفس".
ولم تحدد وكالات الانباء ان كان لافروف يعني ضبط النفس من جانب ايران أو من قبل الغرب.
وقال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يوم الجمعة انه ينبغي استخدام " اليات أخرى" للتعامل مع برنامج طهران النووي اذا لم تبد ايران تعاونا في الاجتماع.
ولم يقل ميدفيديف صراحة ان كانت روسيا ستدعم مطالب الغرب بفرض عقوبات على ايران.
وأوضحت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون أنهم سيركزون في اجتماع جنيف على البرنامج النووي الايراني. وعرضت طهران اجراء محادثات أمنية واسعة النطاق لكنها قالت انها لن تناقش "حقوقها" النووية.
وأبدت واشنطن التي تشتبه في أن ايران تسعى لتطوير قدرات على صنع قنابل نووية من قبل قلقها بخصوص برنامج طهران الصاروخي. وتقول ايران وهي من أكبر الدول المنتجة للنفط ان أنشطتها النووية تهدف لتوليد الكهرباء للاغراض السلمية.
وتحدث وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس الذي يقول ان أي عمل عسكري موجه لايران لن يساعد الا في "كسب الوقت" وأكد الحاجة للدبلوماسية عن عقوبات جديدة محتملة على بنوك ومعدات وتكنولوجيا صناعة النفط والغاز الايرانية.
وأعرب جيتس عن أمله خلال مقابلة مع شبكة سي.ان.ان التلفزيونية في أن يدفع الكشف عن المنشأة الثانية ايران الى تقديم تنازلات. وقال "الايرانيون في موقف سييء جدا الان بسبب هذا الخداع لجميع القوى العظمى.
"من الواضح أن هناك احتمالا لفرض عقوبات اضافية مشددة. أعتقد أن لدينا الوقت لانجاح ذلك."
وذكرت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون أن ايران يجب أن تقدم "أدلة مقنعة" خلال اجتماع جنيف.
وقالت كلينتون لشبكة سي.بي.اس التلفزيونية "سوف نخضعهم للاختبار في الاول من اكتوبر (تشرين الاول)."
وسجلت المقابلتان مع جيتس وكلينتون قبل أن تبدأ ايران المناورات الصاروخية التي تستمر يومين والتي تهدف لاثبات استعدادها لصد أي هجمات عسكرية يشنها أعداء مثل اسرائيل أو الولايات المتحدة.
وقالت هيئة الاذاعة والتلفزيون الايرانية الحكومية ان نسخا "محدثة" من الصاروخ شهاب 3 وصاروخ اخر يطلق عليه اسم سجيل يقترب مداه من ألفي كيلومتر اختبرت. وأضافت الهيئة أن الصواريخ تعمل بالوقود الصلب.
ولم تستبعد الولايات المتحدة ولا حليفتها اسرائيل العمل العسكري اذا فشلت الدبلوماسية في حل المشكلة.
وقالت ايران انها سترد على أي هجوم باستهداف المصالح الامريكية في المنطقة وبضرب اسرائيل بالاضافة الى اغلاق مضيق هرمز وهو طريق حيوي لامدادات النفط العالمية.
وحذر وزير الدفاع الايراني أحمد وحيدي اسرائيل يوم الاثنين من شن أي هجوم على الجمهورية الاسلامية قائلا ان ذلك لن يؤدي الا الى التعجيل بزوال اسرائيل.
وقال وحيدي للتلفزيون الرسمي "اذا حدث ذلك وهو ما لا نتوقعه بالطبع فستكون نتيجته النهائية هي التعجيل بالانفاس الاخيرة للنظام الصهيوني."
وقال أوباما يوم السبت ان اكتشاف محطة نووية سرية في ايران يشير الى " نمط مزعج" للتملص من قبل طهران. وحذر الرئيس الامريكي ايران يوم الجمعة من انها ستواجه "عقوبات مؤلمة" اذا لم تمتثل للمطالب بالكشف عن برنامجها النووي.
ورفضت ايران اتهامات غربية بأن المحطة كان يقصد أن تكون سرية لانها لم تبلغ عنها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمجرد الانتهاء من وضع تصميماتها قائلة ان المنشأة المقامة قرب بلدة قم قانونية ويمكن تفتيشها