لتعلموا بان قوتكم ، هي قوة عرضية وتابع لوجود كبيركم اميركا ولا تملكون انتم شيئا من انفسكم، لكن قوة ايران كانت على امتداد التاريخ قوة قائمة بذاتها وستبقى كذلك.
عصر ايران – لقد توصل امراء الامارات العربية المتحدة على الارجح الى هذا
الاستنتاج بان "الماء اصبح عكرا وهو جاهز للصيد فيه!" ولهذا السبب فان
وزارة خارجية هذه الدولة الواقعة في جنوب الخليج الفارسي وكذلك حلفاءها
العرب، اتخذوا موقفا من زيارة الرئيس الايراني الى جزء من التراب الايراني
واعتبروا زيارة الرئيس احمدي نجاد الى جزيرة ابوموسى بانها "انتهاك للحقوق
السيادية للامارات"!
ولا شك بان جزر ابوموسى وتنب الصغرى وتنب الكبرى هي جزء لا يتجزأ من
التراب الايراني الكبير ولا يمكن فصلها عن الوطن. وهذا يعرفه الاماراتيون
حق المعرفة لان الوثائق والمستندات التاريخية الدامغة في هذا الخصوص تؤكد
ان مزاعم العرب حول هذه الجزر، لا اساس لها. ومع ذلك، فانهم يتظاهرون
بالجهل التاريخي انطلاقا من المثل القائل "بان الذي يتظاهر بالنوم لا يمكن
ايقاظه" فضلا عن انهم يواصلون عنادهم وعدم فهمهم فيما يخص الاسم التاريخي
للخليج الفارسي رغم وجود الخرائط التي تعود احيانا الى مئات او الوف السنين
بهذا الشان.
لذلك فان التحدث تاسيسا على الادلة التاريخية والحقوقية الى اولئك الذين
يعرفون هم احقية ايران في هذا المجال، ما هو الا حرث في البحر.
فقد اعتبر وزير خارجية الامارات الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان ، زيارة
الرئيس الايراني الى ابوموسى بانها تشكل "انتهاكا واسعا للسيادة
الاماراتية"!
وبناء على ذلك لا باس من تذكير "الاخوة (!) العرب من حكام جنوب الخليج
الفارسي" ببعض الحقائق لكي يعرفوا على الاقل حجمهم والا يلقلقوا اللسان وان
يكتفوا بتلك الارض التي تصدقت بها بريطانيا عليهم بشكل رئيسي.
وخلاصة القضية ان الحكام العرب في جنوب الخليج الفارسي ظنوا بان "الاوضاع
في ايران غير ملائمة ، والعقوبات تشتد عليها يوما بعد يوم ويفقد النفط
الايراني مشتريه ، وتتواصل الضغوط على ايران بسبب الملف النووي ، وان
الخلافات بين الحكومة والبرلمان، قد ارهقت البلاد و... وكل هذا تسبب
باستياء الناس وزيادة التذمر الداخلي. لذلك فان الفرصة سانحة للاستغلال
واقتطاع جزء من ارض ايران"!
لكن ومن اجل ان يتحرر الجيران من هذا الوهم ، عليهم ان يعلموا بان اي مشكلة
وخلاف يحدثان في الداخل، هما شان داخلي بحت يتعلق بالشعب الايراني فحسب
وان الشعب الايراني قد بلغ تلك المرحلة من النضح التاريخ والسياسي
والاجتماعي بالا يسمح بان تبرز اطماع خارجية في ظل مثل هذه المشاكل
الداخلية.
وليعلم شيوخ جنوب الخليج الفارسي وليكونوا على ثقة بانه ان تعلق الامر
بوحدة التراب والاراضي الايرانية – لاسيما وان كان الطرف الاخر انتم الذين
رسبتم وسقطتم في امتحان الشعب الايراني – فان اي خلاف في التوجه واي مشكلة
داخلية سيصبحان على الهامش ان تعلق الامر بمبدأ "الذود عن وحدة الاراضي
وسلامة التراب".
ان الشعب الايراني ليس طالب حرب، لاسيما وان الجيل الحالي للشعب قد مر
بتجربة حرب الثماني سنوات ولا يريد ابدا ان يتضرر البناء الذي تحصل في فترة
البناء ما بعد الحرب ، لكن هذا لا يعني انه ان جاء عدد "من الشيوخ العرب
من محدثي النعمة" ويقولون بان هذه الجرز هي لنا، ان نقول لهم: تفضلوا
خذوها!
وليعلم شيوخ جنوب الخليج الفارسي بانهم ان بلغوا اليوم مرحلة من الصلافة
بحيث يطرحون مزاعم على جارتهم الشمالية الكبرى بشان الاراضي فان ذلك لا
ينبع من كونهم اصبحوا كبارا ونالوا قوة واصبحوا ذا شأن! كلا ايها الشيوخ!
انتم لستم شيئا! ولا تعتبروا هذه اهانة لكم بل هو الواقع بعينه. ولاثبات
هذا الادعاء يكفي فقط ان يرحل "ابوكم المستاجر” امريكا من المنطقة ويسحب
البساط من تحت اقدامكم، وعندها سيرتفع صراخكم وترتعد اوصالكم وتنتبهون
ثانية الى حجمكم ومن انتم.
لتعلموا بان قوتكم ، هي قوة عرضية وتابع لوجود كبيركم اميركا ولا تملكون
انتم شيئا من انفسكم، لكن قوة ايران كانت على امتداد التاريخ قوة قائمة
بذاتها وستبقى كذلك.
لتعلموا بان علاقات ايران مع حماتكم الغربيين لن تكون بهذه الوتيرة الى
الابد لكي تتمكنوا من استغلال الهوة في العلاقات بين ايران والغرب وتظنوا
بان هذا الشئ سيدوم الى ما لا نهاية.
فالعلاقات الدولية هي مثل النهر الذي يتغير ويتبدل دائما لكن يبدو انكم تظنونه بانه مستنقع سيبقى راكدا على الدوام لمصلحتكم!
وطبعا اننا ناخذ على مسؤولي سياستنا الخارجية بانهم لم يتصرفوا معكم بقدر
حجكم بل تعاملوا معكم باخوة ولم يعرفوا "بان الطيبة ان تجاوزت الحد، فان
الجاهل ستنتابه تصورات واهية" لدرجة تعترضون على زيارة رسمية لرئيس
الجمهورية الاسلامية الايرانية الى جزء من الاراضي الايرانية.
ايها السادة الشيوخ! اذا ما اعترضت ايران على زيارة ال نهيان الى دبي واذا
ما وجهت ايران انتقادا لزيارة الى سعود الى جدة واذا ما اخذت طهران على
فلان مسؤول من ال خليفة انه لماذا ذهب الى شاطئ قطري و... وعندها احتجوا
على ايران انه لماذا يسافر مسؤولوها الى ابوموسى الايرانية.
اخيرا وليس اخرا ليعلم الشيوخ العرب من حكام جنوب الخليج الفارسي! "بان
الاسد الجالس ارفع واقوى من الضبع الواقف"، فلتعرفوا حجكم ولتفهموا هذه
المسالة البسيطة بان غدا سياتي بعد هذا اليوم، لا تخربوا جميع الجسور التي
خلفكم.